وجاء في مقال نشرته مجلة PeerJ العلمية:"لقد اكتشفنا دليلا على وجود نوع غير معروف سابقا من الزعنفيات المسماة بـ Ontocetus posti التي كانت مشابهة جدا لحيوانات الفظ المعاصرة في المظهر والموائل. وقد وصل هذا النوع من الحيوانات إلى شمال المحيط الأطلسي في مطلع العصر الجليدي قبل عدة مئات الآلاف من السنين من ظهور الفظ المعاصر. وقد انقرض هذا النوع خلال إحدى فترات البرد المناخي".
كما ذكر علماء الحفريات، فإن اكتشافهم هو مثال واضح على ما يسمى بـ"التطور المتقارب"، وهي ظاهرة خاصة تؤدي إلى ظهور سمات تشريحية متطابقة تقريبا ومظهر شبيه لدى حيوانات مختلفة عندما تتكيف مع الموائل ذات الظروف المماثلة. ومن الأمثلة الصارخة على ذلك المظهر المماثل للأسماك والدلافين والذئاب وأنياب القطط ذات الأسنان الحادة والسحالي الجورجونوبسية القديمة وكذلك أجنحة الخفافيش والزواحف المجنحة والطيور.
واكتشفت مجموعة من علماء الحفريات الأمريكيين واليابانيين بقيادة ناوكي كونو الأستاذ في جامعة "تسوكوبا" اليابانية، مثالا للتطور المتقارب أثناء دراسة بقايا مخلوق قديم من فصيلة الأودوبينينا التي تم العثور على عظامها في نهاية القرن الماضي قبالة الساحل الشمالي لبريطانيا العظمى. وفي البداية لم يعير العلماء اهتماما كبيرا لهذه البقايا، لكن فيما بعد قام البروفيسور كونو وزملاؤه بإعادة فحصها ووجدوا أنها تنتمي إلى نوع غير معروف سابقا من ذات الأقدام القديمة.
كان هذا المخلوق المسمى Ontocetus posti تكريما لأمين متحف روتردام للتاريخ الطبيعي في هولندا كلاس بوست مشابها جدا في بنية أسنانه وفكيه وأجزاء الجسم الأخرى لحيوانات الفظ المعاصرة. وكان يبحث Ontocetus posti عن الطعام في قاع البحار القديمة في العصر الجليدي، وكان يتغذى بشكل أساسي على الرخويات والروبيان واللافقاريات الأخرى التي استخرجها من التربة بمساعدة أطرافه الأمامية.
يقدر العلماء أن Ontocetus posti قطن شمال المحيط الأطلسي منذ حوالي 1.7-2.2 مليون سنة، أي قبل عدة مئات الآلاف من السنين من ظهور أول حيوانات الفظ المعاصرة هنا (منذ 500-700 ألف سنة). وافترض علماء الحفريات أن حيوانات "الفظ" القديمة اختفت خلال تقدم الغطاء الجليدي، ما حرمها من الوصول إلى طعامها المعتاد، وأفسحت المجال البيئي لظهور حيوانات الفظ المعاصرة الأكثر تكيفا مع المناخ البارد لمنطقة القطب الشمالي.
المصدر: تاس