ويشير المكتب، إلى أن التقويم يحتوي على 365 يوما ومقسم إلى 12 شهرا قمريا، ما يجعله أقدم تقويم قمري مكتشف حتى الآن، عثر عليه في نهاية القرن الماضي خلال عمليات الحفر في مبنى يطلق عليه "المبنى D"، يعتقد العلماء أنه كان معبدا أو مرصدا فلكيا بدائيا.
وجاء في بيان المكتب: "حلل الباحث النقوش التي على شكل حرف V المرسومة على العمود في غوبكلي تبه، واكتشف أن كل منها يمثل يوما معينا ومجموعها تعني سنة شمسية واحدة تتكون من 365 يوما و12 شهرا قمريا و11 يوما إضافيا".
ويذكر أن الباحث اكتشف قبل سبع سنوات خلال دراسته لصور توضيحية وأعمدة عثر عليها علماء الآثار في المبنى المذكور، أن إحداها تصور سقوط مذنب تسبب في ما يسمى ببرودة المناخ قبل 12-13 ألف سنة، ولكن المجتمع العلمي لم يقتنع بهذه الفرضية، ما اضطر الباحث إلى إعادة فحص الصور ثانية.
واكتشف سويتمان في صورة العمود 43 مجموعة من رموز V، كان القدماء يرسمونها على العظام لحساب الأيام. واستنتج أن هذا قد يكون أقدم تقويم قمري شمسي منقوش على العمود، حيث كل شهر بناء على عدد علامات V على العمود يحتوي على 29 أو ثلاثين يوما، وهذا يعادل الفاصل الزمني بين مرحلتين متطابقتين للقمر. وتحت هذه المجموعة رسم صف مكون من 11 شكلا مربعا، التي وفقا له تعبر عن عدد الأشهر القمرية في السنة الشمسية، وأسفل هذا الصف نقشت عشرة رموز V التي تمثل الأيام الزائدة، ويعتقد الباحث أن الرمز V على رقبة الطائر يشير إلى الانقلاب الصيفي.
ووفقا له، إن ما يدعم هذه الفرضية هو أن الجزء المركزي للمبنيين "المبنى D" و "المبنى C" في غوبكلي تبه محاط بـ 11 عمودا حجريا على شكل حرف T يشير كل منها إلى أحد أشهر السنة. وهذا يمكن ربطه بستونهنج الذي يحتمل أنه "تقويم" صخري يمثل عدد أعمدته (30) عدد أيام الشهر .
وتجدر الإشارة إلى أن غوبكلي تبه، هي مستوطنة قديمة تقع جنوب تركيا الحديثة، كانت قائمة قبل 10-12 ألف سنة. ويعتبرها علماء الأنثروبولوجيا إحدى أقدم الحضارات والدين والثقافة على الأرض. ومنذ منتصف القرن الماضي تستمر فيها عمليات الحفر. وقد ساعدت المعلومات التي حصل عليها العلماء على اكتشاف الكثير من التفاصيل عن نشوء الزراعة والمدن الأولى والفنون وكذلك أسس الدولة.
المصدر: تاس