مباشر

"دمعة" تحت جرف جليدي عائم

تابعوا RT على
اكتشف العلماء هياكل لا مثيل لها تحت جرف جليدي عائم في القارة القطبية الجنوبية، بعد رحلة استكشافية لتشكيل صورة أكثر تفصيلا للجانب السفلي من الجرف.

وعثر الفريق على هياكل غريبة على شكل "دمعة" أسفل جرف دوتسون الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية في عام 2022 عندما غاصت مركبة تعمل عن بعد (ROV) لمسافة 17 كم (10 أميال) تحت النهر الجليدي وسبحت لأكثر من 1000 كم (600 ميل) على طول الجانب السفلي من الجليد.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة آنا والين، أستاذة علم المحيطات في جامعة غوتنبرغ، لموقع "لايف ساينس": "من أجل فهم دورة الجليد في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) وكيف ينتقل الجليد من القارة إلى المحيط، نحتاج إلى فهم كيفية ذوبانه من الأسفل، وهي عملية لا تقل أهمية عن عملية الانهيار لتحريك الجليد الأرضي إلى المحيط".

وجرف دوتسون الجليدي هو عبارة عن كتلة من الجليد العائم بعرض 50 كم (30 ميلا) وحجمه سبعة أضعاف حجم مدينة نيويورك، ويقع على ساحل أرض ماري بيرد في غرب أنتاركتيكا.

ويشكل الجرف جزءا من الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية، والذي يحتوي على أنهار جليدية آخذة في الانهيار بسرعة كبيرة، ما قد يتسبب في ارتفاع مستويات سطح البحر بنحو 3.4 م (11 قدما) إذا أدى ذلك في النهاية إلى انهيار الغطاء الجليدي بالكامل.

ويتعرض الجرف الجليدي للتآكل تدريجيا، حيث تتسرب مياه المحيط الدافئة تحته وتفصله عن الأرض، ما يجعل انهياره في النهاية أمرا مؤكدا، وفقا لدراسات سابقة.

وللتعمق في التهديدات التي تواجه الجرف الجليدي الذي يبلغ سمكه 350 مترا (1150 قدما)، أرسل العلماء مركبة تعمل عن بعد تحت الجليد لمسح الجانب السفلي من الجليد باستخدام السونار (تقنية انتشار الصوت)، فحصلوا على صورة أكثر شمولا للجانب السفلي من الجليد حتى الآن.

وكشف المسح أن الجليد يذوب بشكل أسرع، حيث تعمل التيارات تحت الماء على حت قاعدته، كما تعمل الشقوق داخل الجليد على تسهيل صعود الذوبان إلى السطح.

ومع ذلك، وجدوا أيضا، بشكل غير متوقع، أن قاعدة الجليد ليست ملساء ولكنها تتضمن أشكالا دمعية بارزة، يصل طول بعضها إلى 400 متر (1300 قدم).

وافترض العلماء أن هذه الأنماط ربما تكونت بسبب تدفق المياه تحت تأثير دوران الأرض عبر الجانب السفلي من الجليد.

وشرحت والين: "إذا نظرت عن كثب إلى هذه الأنماط، فستجد أنها غير متناظرة، فهي منحنية قليلا، والسبب وراء هذا التباين هو دوران الأرض. إن حركة الماء على الأرض تخضع لشيء يسمى قوة كوريوليس (التشوه الظاهري في حركة الأجسام)، والتي تنحرف إلى يسار اتجاه الحركة في نصف الكرة الجنوبي. وإذا كنا على صواب، فهناك توازن للقوى في الطبقة الأقرب إلى الجليد حيث يتوازن الاحتكاك بقوة كوريوليس".

وينتج عن هذا نمط تدفق حلزوني يُعرف باسم دوامة إيكمان، والذي يُرى عادة عندما تنتقل الرياح فوق المياه السطحية، ولكن يمكن أيضا أن ينشأ عن انتقال الماء فوق الجليد.

نُشرت نتائج هذا المسح غير المسبوق يوم الأربعاء 31 يوليو في مجلة Science Advances.

المصدر: إكسبريس

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا