تسلط النتائج الواعدة الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء الموجودة في الجهاز العصبي المركزي، في تكوين الدماغ البشري.
وكشفت الدكتورة بينار ميشي، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن هناك معلومات قليلة جدا عن دور مثل هذه الخلايا في المراحل المبكرة من التطور العصبي، لأن الوصول إلى أنسجة الجنين محدود.
وبهذا الصدد، استخدمت ميشي عضويات الدماغ (الأدمغة الصغيرة)، التي تحاكي في الأساس الدماغ النامي لدى جنين تم إنماؤه من خلايا جذعية مشتقة من جلد مرضى وافقوا على إجراء التجربة.
وتم إنشاء مثل هذه العضويات من أفراد مصابين بمتلازمة "ريت"، التي تتميز بفقدان الكلام والاستخدام الهادف للأيدي وتوتر العضلات من بين أعراض أخرى، وكذلك من أفراد طبيعيين.
ثم أضاف فريق البحث الخلايا الدبقية الصغيرة السليمة إلى عضويات الدماغ المصابة بمتلازمة "ريت"، ووجد أن وظيفة المشابك (حيث تتصل الخلايا العصبية وتتواصل) استعادت نشاطها.
وحدث هذا بسبب استعادة عملية "البلعمة"، حيث تقوم الخلايا الدبقية الصغيرة بابتلاع وتدمير المواد الغريبة، مثل البكتيريا والخلايا الميتة، ما يحافظ على نظافة الدماغ والحبل الشوكي. وتتضمن العملية أيضا "تحفيز" المشابك، ما يحسن وظيفة الدماغ.
كما وجدت الدراسة أن أداء المشابك العصبية للخلايا العصبية النموذجية يضعف عند إدخال الخلايا الدبقية الصغيرة المصابة بمتلازمة "ريت"، ما يؤكد بشكل أكبر دور الخلية المناعية في وظائف الدماغ وتطوره.
ثم اختبر الفريق مجموعة من الأدوية المتاحة على الخلايا الدبقية الصغيرة، لمعرفة ما إذا كانت تعيد عملية البلعمة.
ووجد الباحثون أن عقارا تجريبيا واحدا لعلاج سرطان البنكرياس، يطلق عليه ADH-503 (يُعرف أيضا باسم GB1275)، يقلل من عدد الخلايا المثبطة للمناعة التي تدخل الورم. ويعمل الدواء كمنظم لـ CD11b، وهو بروتين يشارك في عملية البلعمة، من بين عمليات أخرى.
وقال جوناثان كيبنيس، أستاذ علم الأمراض وعلم المناعة وعلم الأعصاب في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، إن الدراسة الجديدة "تظهر بشكل جيد" الخلايا الدبقية الصغيرة كهدف علاجي محتمل في متلازمة "ريت".
ويأمل الباحثون أن تفتح الدراسة "أبواب العلاج"، ليس فقط لأولئك الذين يعانون من متلازمة "ريت"، ولكن أيضا لأولئك الذين يعانون من اضطرابات النمو العصبي والتنكس العصبي الأخرى التي تلعب فيها الخلايا الدبقية الصغيرة دورا مهما.
نُشرت الدراسة في مجلة Stem Cell Reports.
المصدر: ميديكال إكسبريس