وقال الفريق من الولايات المتحدة واليابان، إن الشفق القطبي المحير بشكل ملحوظ في يوم عيد الميلاد فوق القطب الشمالي، والذي لم يتحرك ولم يكن لديه أي نمط يمكن تمييزه، كان نتيجة "عاصفة ممطرة" من الإلكترونات المنبعثة من الشمس.
وهذه هي المرة الأولى التي يُشاهد فيها شفق نادر من هذا النوع من الأرض، وجاء ذلك في وقت كانت فيه هبات الرياح الشمسية قد توقفت تماما تقريبا، تاركة منطقة من الهدوء حول الأرض.
ووجد العلماء أن الشفق القطبي فوق القطب الشمالي مختلف تماما عن العروض الشفقية (أو الأضواء الشمالية) الاعتيادية، حيث أنه في هذه الحالة، كان الشفق عبارة عن توهج خافت عديم الملامح امتد لمسافة 2485 ميلا (4 آلاف كم) ولم يكن له هيكل أو نبض أو سطوع متفاوت، لم يتم رؤية أي نوع من الشفق القطبي مثله من الأرض من قبل، وفقا لموقع Space.com.
وعمل فريق بقيادة كيسوكي هوسوكاوا، من مركز علوم الفضاء وهندسة الراديو بجامعة الاتصالات الكهربائية في طوكيو، على اكتشاف المزيد حول هذا الحدث.
ولحل اللغز، قارن الفريق رؤيته بالعين المجردة لهذا الشفق القطبي مع ما شاهده جهاز التصوير الخاص بالمسح فوق البنفسجي (SSUSI) الموجود على الأقمار الصناعية ذات المدار القطبي التابعة لبرنامج الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية الدفاعية (DMSP).
وشاهدت الأقمار الصناعية الشفق القطبي من الأعلى، ووجدت أنه يحمل جميع السمات المميزة لنوع نادر من الشفق القطبي يسمى شفق "المطر القطبي"، والذي لم تتم رؤيته إلا من الفضاء من قبل.
وتحتوي هالة الشمس على الكثير من الثقوب الإكليلية (أو الثقوب التاجية)، ويمكن للرياح الشمسية أن تنتقل عبر هذه الثقوب بشكل أسرع بكثير من الرياح الشمسية العادية.
ويمكن أن تظهر هذه الثقوب عند خطوط العرض المنخفضة، وهذا ما حدث مع شفق "المطر القطبي" حيث حدث في نفس الوقت الذي توقفت فيه الرياح الشمسية العادية.
وفي هذه الحالة، سمحت الثقوب للإلكترونات ذات الطاقة العالية بالسفر عبر الفضاء وفتح خطوط المجال المغناطيسي، التي تنفتح أيضا من خلال هذه الثقوب، والتي ترتبط بالمجال المغناطيسي للأرض فوق القطب الشمالي.
وعادة، لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة لأن جزيئات الرياح القطبية العادية تبعثر الإلكترونات، لكن ضغط الرياح الشمسية انخفض إلى درجة أنه لا يكاد يذكر، ويمكن للإلكترونات الوصول إلى الأرض دون إعاقتها.
والدليل الذي أكد أن هذا هو سبب شفق "المطر القطبي" هو أن الأقمار الصناعية DMSP لم تشاهده إلا فوق القطب الشمالي، والذي يميل نحو الشمس خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
المصدر: indy100.com