وفي ورقتهم البحثية المنشورة في مجلة Peer J، وجد العلماء أن أفراس النهر يمكنها البقاء في الهواء لمدة تصل إلى 0.3 ثانية عند الجري بأقصى سرعة.
وقالت الورقة البحثية: "أبرز النتائج التي توصلنا إليها هي أن أفراس النهر عادة ما تهرول (سواء كانت تمشي أو تجري)، وتستخدم الطور الهوائي عند الجري بسرعة". ومثل هذه الطريقة في الحركة ليست من سمات الحيوانات البرية الكبيرة الأخرى مثل الفيلة أو وحيد القرن أو الخيول.
وتوصل جون هاتشينسون وإميلي برينجل، المتخصصان في الميكانيكا الحيوية التطورية في كلية الطب البيطري الملكية بجامعة لندن، إلى هذا الاستنتاج بعد تحليل مقاطع فيديو تظهر 169 دورة حركة من إجمالي 32 أفراس نهر، تم تصويرها في مواقف "متطرفة" مثل محاولة الهروب من الأسود أو وحيد القرن، أو إظهار العدوان تجاه بعضها بعضا، أو البشر والمركبات.
وقالت الورقة البحثية إن الحيوانات التي شملتها الدراسة أمضت نحو 15% من كل اندفاعة دون لمس الأرض.
وصرح هاتشينسون: "لقد فوجئنا عندما رأينا كيف تطير أفراس النهر في الهواء أثناء الحركة بسرعة، إنه أمر مثير للإعجاب حقا!".
وفي مقابلة منفصلة مع شبكة "سي إن إن"، وصف هاتشينسون الاكتشاف بأنه "رائع للغاية" لأن أفراس النهر "تصعب دراستها حقا" باعتبارها تقضي معظم الوقت في الماء، وتكون أكثر نشاطا في الليل، كما أنها "عدوانية وخطيرة للغاية".
وشدد كيران هوليداي، مسؤول العلوم والحفظ في منتجع فلامينغو لاند في يوركشاير، الذي قدم مقاطع فيديو لأفراس النهر إلى باحثي الكلية الملكية للطب البيطري، على أن الدراسة "يمكن أن يكون لها تأثيرات إيجابية على مجتمع حديقة الحيوان الأوسع في ما يتعلق بالتربية وتصميم السياج".
وتعد أفراس النهر ثاني أثقل المخلوقات البرية في العالم بعد الفيلة، وفقا للصندوق العالمي للحياة البرية (WWF).
وعلى الرغم من وزنها، فهي قادرة على الجري بسرعات تصل إلى 30 كم/ساعة (19 ميلا في الساعة) لمسافات قصيرة.
وتشير التقديرات إلى أن ما بين 115 ألف إلى 300 ألف فرس نهر تعيش حاليا في البرية، خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وهذه الحيوانات من الحيوانات العاشبة، ولكنها عدوانية وإقليمية للغاية.
واكتسب فرس النهر سمعة باعتباره أحد أخطر الحيوانات في العالم على البشر. ومن المعروف أن هذه الكائنات تهاجم عندما يتم استفزازها.
ووفقا لشبكة "بي بي سي" للحياة البرية، فإن أفراس النهر مسؤولة عن وفاة نحو 500 شخص سنويا.
المصدر: RT