ويشير العلماء إلى أن اللوح الرخامي عبارة عن طاولة دائرية الشكل قطرها 65 سم عليها تشققات صغيرة. ويوجد على جزء من السطح صور بارزة لشريطين مستطيلين طويلين مقسمين إلى أجزاء بواسطة خطوط عرضية.
ويقول دانييل كوستروميتشيف، رئيس قسم في المحمية: "الصور عبارة عن مساطر تشير إلى الطول الإجمالي والأجزاء المتناسبة المقابلة لأطوال نظام طولي معين. طول المسطرة الصغيرة 29.4 سم، والمسطرة الكبيرة ذات العلامات 55.6 سم، ويبدو أن هذا التقسيم كان معيارا للقياس وضعته سلطات تاوريس خيرسون القديمة كمعيار معتمد لقياس الأطوال".
وكما هو معروف تستخدم حاليا مساطر قياسية في قياس الأطوال. أما في الماضي فكانت كل دولة أو منطقة تستخدم معاييرها الخاصة، أي لم تكن هناك معايير موحدة.
ويقول كوستروميتشيف موضحا: "كان الإغريق والرومان مثلا يستخدمون القدم كوحدة للطول، ولكن القدم الرومانية كانت أقصر من الإغريقية. وكان الرومان أول من قسم القدم إلى 12 جزءا. كما كان لديهم معيار للطول باستخدام أشرطة نحاسية، قد يكون طولها معادلا لطول قدم الإمبراطور، مقسمة إلى 12 جزءا. وبالمناسبة كلمة "أونصة" رومانية وتعني الجزء الثاني عشر".
ووفقا للعلماء، إن ما يميز مدينة تاوريس خيرسون عن بقية المدن القديمة الأخرى هو أن منطقتها الزراعية كانت مقسمة إلى مساحات زراعية متساوية.
وتشير ناتاليا غينكوت السكرتيرة العلمية للمتحف، إلى أن اكتشاف اللوح الرخامي الذي عليه مقاسات الطول يعتبر أمرا فريدا.
وتقول: "إن تمثيل قياس الطول بالصورة في العصور القديمة أمر نادر جدا. وهناك في العالم، مثلا عدة صور لمعايير رومانية قديمة معروفة، وجميعها مخزنة في متاحف الكابيتول في روما. ويبلغ متوسط طول القدم الرومانية 29.62 سم، كما اكتشفت صورة قدم على فسيفساء بيزنطية في منزل أوستوليوس بكوريون في قبرص، تعود إلى نهاية القرن الرابع - بداية القرن الخامس الميلادي".
ويعتقد علماء الآثار أن اكتشافهم ينتمي إلى فئة الاكتشافات العالمية، على الرغم من أنهم لم يدرسوه بدقة وبالتفصيل.
المصدر: نوفوستي