مباشر

العلماء الروس يكتشفون تغيرات فسيولوجية لدى الشباب الذين يعيشون في منطقة بحر آرال

تابعوا RT على
قال الأستاذ في جامعة بطرسبورغ الكهروتقنية أندريه بوغوفكين إن الوضع البيئي الخطير في منطقة بحر آرال (سابقا) يؤدي إلى ضعف النمو البدني وانخفاض مستوى الهرمونات الجنسية.

كشف العلماء من جامعة بطرسبورغ الحكومية الكهروتقنية مع زملائهم من جامعة "كاراكالباك" الحكومية عن عواقب صحية طويلة المدى على الشباب الذين يعيشون في منطقة بحر آرال المختفي. وقال الأستاذ بوغوفكين إن الوضع البيئي الخطير حول الحوض المائي السابق يؤدي إلى توقف نمو الكائنات الحية وضعف النمو البدني وانخفاض مستوى الهرمونات الجنسية.

وأوضح بوغوفكين قائلا:" إن نتائج الدراسة أظهرت أن البيئة التي تتميز بنسبة عالية من مركبات الكلور العضوية والمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة تغير حالة الغدد الصماء لدى الكائن الحي المتنامي. ويتجلى ذلك في توقف النمو والتطور البدني وانخفاض مستوى الهرمونات الجنسية، وخاصة عند الذكور، مما يؤدي إلى انخفاض في حجم ووزن جسم الإنسان".

وأشار الأستاذ إلى أن الكارثة البيئية لبحر آرال ترتبط بشكل أساسي بالنشاط البشري حيث تم السحب غير المنضبط للمياه من الأنهار من قبل المؤسسات الزراعية السوفيتية والاستخدام النشط للأسمدة المعدنية والمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الأخرى. وأضاف أن رمال صحراء أرالكوم، التي حلت محل بحر آرال، تحتوي على العديد من المواد السامة التي تحملها الرياح في جميع أنحاء المنطقة.

يعاني السكان الذين عاشوا في منطقة البحر السابق لفترة طويلة من مشاكل كثيرة في الكلى والرئتين ونظام القلب والأوعية الدموية. لقد طرح علماء الجامعة وزملاؤهم أمامهم هدفا واعدا، وهو تحديد التغيرات السلبية طويلة المدى في أجسام الشباب المتنامية. وهذا سيجعل من الممكن التنبؤ بمخاطر الإصابة بالأمراض مقدما واللجوء إلى التدخل في المراحل المبكرة.

ومن أجل إجراء الدراسة، تم اختيار 609 متطوعين تتراوح أعمارهم بين 18-25 سنة من منطقتين قريبتين من البحر السابق. وخضع المشاركون في الدراسة لاختبارات اللياقة البدنية، حيث تم خلالها قياس متوسط ​​استهلاكهم للأكسجين، ثم تم فحص تركيبة الدم لديهم بشكل تفصيلي. بعد ذلك تم باستخدام برامج خاصة وخوارزميات معالجة البيانات تحديد الأنماط وتحديد علاقة السبب والنتيجة بين العوامل البيئية من جهة وتطور الشباب من جهة أخرى.

وأشار أندريه بوغوفكين إلى الفعالية العالية لنهج البحث الذي اقترحه العلماء. وفي المستقبل، وباستخدام هذه المنهجية، سيكون من الممكن أيضا دراسة التأثيرات طويلة المدى على صحة الإنسان في مناطق أخرى سيئة بيئيا، بالإضافة إلى مراقبة الحالة الصحية بشكل دوري وتعديل البرامج الطبية والاجتماعية المحلية.

يذكر أن بحر آرال (بحيرة آرال) اعتبر لسنوات عديدة مزدهرا للغاية، وكان رابع أكبر بحر في العالم، حيث احتل مساحة حوالي 68 ألف كيلومتر مربع، وبلغ طوله 426 كلم، وكان عرضه 284 كلم، وكان أكبر عمق فيه 68 مترا، وكان موطنا لـ 34 نوعا من الأسماك، ووصلت الكمية التي يمكن اصطيادها في أفضل الأوقات إلى 60 ألف طن سنويا.

وكان نذير المشاكل المستقبلية هو بناء قنوات الري لمزارع القطن، والتي بدأت في ثلاثينيات القرن العشرين. وزادت مساحاتها بسرعة، وزاد حجم المياه المستهلكة، والتي تم أخذها من الموردين الرئيسيين لبحر آرال، وهما نهرا آمو داريا وسير داريا. ووصل هذا الخيار إلى ذروته في ستينيات القرن الماضي. وليس من المستغرب أن البحيرة أصبحت ضحلة بسرعة. وبحلول بداية هذا القرن بقي 10 بالمائة فقط من مساحة البحيرة.

المصدر: تاس

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا