يهدف "بروتوكول مونتريال" الموقع في عام 1987 إلى التخلص التدريجي من المواد المستنفدة للأوزون الموجودة في المقام الأول في أجهزة التبريد وتكييف الهواء وبخاخات الأيروسول.
ومنذ اكتشاف الثقب في طبقة الأوزون عام 1985، اتفقت الدول على المعاهدات وعدلتها للمساعدة في تعافيه، وكان بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، الذي صادقت عليه كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أحد أهم هذه الاتفاقيات، حيث يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره الاتفاق البيئي الأكثر نجاحا على الإطلاق.
ووجدت دراسة جديدة أن مستويات مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون (HCFC)، وهي الغازات الضارة المسؤولة عن الثقوب في طبقة الأوزون، آخذة في الانخفاض الآن، منذ خمس سنوات من بلوغها ذروتها في عام 2021.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة لوك ويسترن من جامعة بريستول في المملكة المتحدة لوكالة "فرانس برس":"لقد كان هذا نجاحا عالميا هائلا. نرى أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح".
وبحسب التقرير، فقد تم التخلص التدريجي من مركبات الكربون الكلورية الفلورية (CFC) الأكثر ضررا بحلول عام 2010 في محاولة لحماية طبقة الأوزون، الدرع الذي يحمي الحياة على الأرض من المستويات الضارة للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس.
ومن المتوقع أن يتم التخلص من مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون التي حلت محلها بحلول عام 2040.
وتحتوي مركبات الكربون الهيدروكلوروفلوروكربون (HCFC) على الكلور والفلور والكربون (تماما مثل مركبات الكربون الكلورية فلورية (CFC))، ولكنها تحتوي أيضا على ذرة هيدروجين ما يقلل من استقرارها ويمنحها عمرا أقصر.
وفحصت هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Climate Change، مستويات هذه الملوثات في الغلاف الجوي باستخدام بيانات من التجربة العالمية المتقدمة لغازات الغلاف الجوي والإدارة الوطنية الأمريكية للغلاف الجوي والمحيطات.
وأرجع ويسترن الانخفاض الحاد في مركبات الكربون الهيدروكلوروفلوروكربون (HCFC) إلى فعالية بروتوكول مونتريال.
وقال ويسترن: "فيما يتعلق بالسياسة البيئية، هناك بعض التفاؤل بأن هذه المعاهدات البيئية يمكن أن تنجح إذا تم سنها بشكل صحيح واتباعها بشكل صحيح".
وتعد كل من مركبات الكربون الهيدروكلوروفلوروكربون (HCFC) مركبات الكربون الكلورية فلورية (CFC) من غازات الدفيئة القوية، ما يعني أن انخفاضها يساعد أيضا في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأشار ويسترن إلى أن ممركبات الكربون الكلورية فلورية (CFC) يمكن أن تبقى في الغلاف الجوي لمئات السنين، في حين أن عمر مركبات الكربون الهيدروكلوروفلوروكربون (HCFC) يبلغ نحو عقدين من الزمن.
وحتى بعد توقف إنتاجها، فإن الاستخدام السابق لهذه المنتجات سيستمر في التأثير على الأوزون لسنوات قادمة.
وقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة في عام 2023 أن الأمر قد يستغرق أربعة عقود قبل أن تتعافى طبقة الأوزون إلى مستوياتها قبل اكتشاف الثقب لأول مرة في الثمانينيات.
المصدر: ساينس ألرت