والغاية منه هي الإجابة على سؤال، لماذا يوجد عالمنا في الواقع؟
ويؤكد المقال الجديد أن كل ما حولنا غير واقعي، ولكنه يفتح أمامنا احتمالات غير متوقعة.
وجاء في المقال أن كوننا ليس الوحيد، فهناك أكوان أخرى. وتثبت الدراسة العالمية الجديدة بدقة رياضية أن هناك عددا لا نهائيا من الأكوان الأخرى. وبإمكاننا السفر بين العوالم بسهولة، لكن يبدو أن عالمنا بالعشب الأخضر والسماء الزرقاء، غير موجود. كما يبدو أن الاعتراف بالرب الأحد هو الذي يمكن أن يحل المشكلة، ومن الواضح أن الفيزيائيين على بعد خطوة واحدة من ذلك.
إن حضارتنا مع أجهزة الكمبيوتر والاتصالات الخلوية ومقالات على الشبكات الاجتماعية تقوم بالكامل على إنجازات علم ميكانيكا الكم. ويبدو لوهلة أن هذا العلم غريب جدا، وعلى سبيل المثال، يقول إنه يمكنك المشي عبر الجدران، وأن الوقت غير موجود، وإن كل شيء في الطبيعة يختفي إذا لم تنظر إليه. وفي الوقت نفسه، من الواضح أن ميكانيكا الكم ليست هراء، لأنها تعمل في مئات الملايين من الأجهزة. لكننا لا نعبر الجدران ولا نسافر عبر الزمن.
نحن نعيش في عالم تصفه ميكانيكا الكم بأنه "العالم الكلاسيكي". ولا يمكن استخلاصه من معادلات ميكانيكا الكم. لأنه لا يوجد مكان له.
لكن العالم الكلاسيكي موصوف بالنظرية النسبية لأينشتاين وقوانين نيوتن. وصفها تماما. المشكلة هي أن النظرية النسبية تستبعد ميكانيكا الكم، والعكس صحيح.
إذن، هل نتخلى عن النظرية النسبية؟ ولكنها تعمل أيضا. على سبيل المثال، فإن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) مستحيل بدون تأثيرات نسبية، أي تأثيرات أينشتاين. ويجب أن نختار بين الاثنين.
لقد اختار الفيزيائيون. مع العلم أنه تم التعرف على كل هذه الشذوذات في الثلاثينيات وكان من الضروري اتخاذ قرار بهذا الشأن. ونتيجة لذلك، ظهر مفهوم "الانهيار العالمي"، نعم، العالم موجود على شكل احتمالات، وليس على شكل أشياء مادية مجردة، لكن في مرحلة ما "تنهار" الاحتمالات، وينقطع الفائض، ونحصل على الكرسي والطاولة والشمس والعشب الذي اعتدنا عليه. وليس "احتمال أن يكون الكرسي في الزاوية والشمس تشرق من خلال النافذة". لكي يحدث "الانهيار"، هناك حاجة إلى مراقب.
ولكن من هو المراقب؟ الأمر واضح، أنا وأنت، لكن الأمر ليس نحن فقط. ويبدو أن الحيوانات أيضا. وبما أن المريخ موجود - رغم عدم وجود حيوانات هناك - فمن المرجح أن كل ما هو موجود هو مراقب. والحجر يعتني بالحجر، وحبة رمل تعتني بحبة رمل.
وبلغ الهراء ذروته عام 2019، عندما أثبت فريق من العلماء الجادين تجريبيا أنه حتى الفوتونات الفردية هي تراقب . فهذا هو معنى عبارة "يجب البحث عما تريده تحت مصباح حيث النور. بينما في الظلام لن تجد هناك شيئا!"
إذا كان المراقب هو كل ما هو موجود، فإن السؤال ينشأ من أين جاء المراقب نفسه. من الواضح أن شخصًا ما كان يعتني به أيضًا. ربما هناك مراقبون من الدرجة العليا؟ وقيل في تلك المقالة، من عام 2019، : لا أحد. لا يوجد واقع. وليس هناك "انهيار عالمي". كل شيء يبدو لنا فقط.
وبطبيعة الحال، إذا افترضنا أن هناك مراقبا مطلقا، وهو الرب ، فإن كل شيء يعود إلى مكانه. لكن العلماء سيبحثون عنه ، فقط لعدم الاعتراف بهذا الاحتمال.
كل هذا قد يبدو وكأنه نوع من الهراء الجديد، ولكن إذا كان هراء، فهو قديم جدا.
في الواقع، بدأ العلماء بالتفكير في تعدد الحقائق في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما لم تكن هناك نظرية النسبية ولا ميكانيكا الكم. وكان في صدارة الاهتمام علماء النفس الذين فهموا أن كل شخص لديه تجربته الفردية الخاصة. ولا أستطيع إدراج تجربتي في شخص آخر. بالنسبة لي، "الأحمر" هو لون ما.. وكلانا متفقان على أن هذه التفاحة حمراء. لكن أنا غير متأكد من ذلك، ربما ما هو أحمر بالنسبة لي هو أزرق بالنسبة لك.
تم جمع كل هذه الاعتقادات من قبل عالم غير محترف وهو الطيار العسكري جون دن، الذي كان له تأثير هائل على فن القرن العشرين ولسوء الحظ، ليس على العلم وبعد أن أثبت تجريبيا أن أحلامنا هي تشابك بين الماضي والمستقبل، أعلن دان أن الوعي ينتقل بحرية عبر الزمن، كما لو كان على مسطرة. وتتم مراقبته بالوعي من الدرجة العليا من البعد الخامس، ويليه وعي من البعد السادس، وأخيرا ينتهي الأمر كله إلى اللانهاية.
والرب هو المراقب المطلق والزمن المطلق. وكان دان يؤمن بالرب، لكن علماء الفيزياء لدينا لم يؤمنوا كثيرا. على الرغم من أن علماء الفيزياء لديهم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، فرصة لإثبات وجوده.
إن إدخال المراقب الأولي أو المطلق يغيّر صورة العالم ويجعلها مثيرة. ربما يكون عالمنا وهما، ولكنه وهم مدمج في نظام أكبر، وفي بدايته الخالق.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا