وتحتوي هذه الفيروسات على جينومات كبيرة للغاية مقارنة بالفيروسات العادية، ولا تشكل أي خطر على البشر، ولكنها قد تكشف الظروف التي تشكلت فيها الحياة على الأرض.
ووجد علماء جامعة Rutgers أن الفيروسات تزدهر في البكتيريا، بينما ينتمي البعض الآخر إلى العتائق (كائن أحادي الخلية يشبه البكتيريا)، حيث تتطلب بيئات قاسية للتكاثر.
وفي البداية، اعتقد العلماء أن الفيروسات العملاقة لن تكون قديمة جدا، لأنه مع تشكل الينابيع الساخنة واختفائها، ينبغي أن تتشكل الفيروسات مرة أخرى تحت درجات حرارة أعلى في الينابيع الساخنة الناشئة حديثا.
وتتواجد الينابيع الساخنة في البراكين الخاملة التي تعمل حممها على تسخين المياه الجوفية، ما يتسبب في صعود البخار والمياه الساخنة الأقل كثافة من الشقوق الموجودة في الأرض، وبالتالي تشكل السخانات والينابيع الساخنة.
وتشكلت ينابيع يلوستون الساخنة قبل 15 ألف سنة على الأقل، بعد ذوبان آخر الأنهار الجليدية في المنطقة، ما سمح للينابيع الساخنة بالظهور، لكن البكتيريا كانت متكاثرة منذ أكثر من مليار سنة قبل ذلك.
وأظهرت النتائج أن "الروابط بين الفيروسات والينابيع الساخنة قديمة"، حيث تتكاثر الفيروسات في درجات حرارة تتجاوز 93 درجة مئوية أو ضغوط عالية أو تركيزات ملح مفرطة، ويعتقد العلماء أنها تتكاثر عن طريق إصابة الطحالب الحمراء في الينابيع الساخنة.
وحللت الدراسة الحمض النووي في "ليمونيد كريك"، وهو ينبوع حار حمضي في يلوستون تصل درجات حرارته إلى ما يقارب 43 درجة مئوية.
وأخذ الفريق عينات من الطحالب الحمراء السميكة التي تغطي أرضية الجدول، ومن التربة القريبة والمنطقة الواقعة بين الصخور.
ووجد أن الحمض النووي يحتوي على تسلسلات من العتائق والطحالب (حقيقيات النواة) والبكتيريا التي تستضيف 3700 فيروس محتمل (حوالي ثلثيها كانت فيروسات عملاقة لا تصيب البشر).
واستخدم الفريق تحليلات الكمبيوتر لتضييق نطاق الفيروسات المسجلة رسميا إلى 25 نوعا مختلفا، يعتقدون أنها تستخدم الطحالب الحمراء للتكاثر.
ويعتقد العلماء أن هذا الارتباط بدأ منذ 1.5 مليار سنة عندما تطورت الفيروسات لأول مرة عن طريق استعارة جينات بعضها البعض للتأقلم مع الحرارة والسموم، مثل الزرنيخ الموجود في الينابيع الساخنة.
وقال مارك يونغ، عالم الفيروسات البيئية الفخري في جامعة ولاية مونتانا: "يدعم هذا العمل مفهوم أن الفيروسات موجودة أينما توجد حياة خلوية، وأن الفيروسات كانت موجودة على الأقل طوال فترة الحياة الخلوية".
نشرت الدراسة في مجلة Science.
المصدر: ديلي ميل