وستطلق وكالة الفضاء الأمريكية طائرتان من طائرات WB-57 النفاثة التابعة لها لتصوير هذا الحدث النادر، بحيث تتبع مسار الكسوف عبر الولايات المتحدة، وتقوم بتدريب الأدوات الخاصة المجهزة بها الطائرات على دراسة الغلاف الجوي الخارجي للشمس، المعروف باسم الإكليل (أو الهالة).
ومن خلال دراسة الغلاف الجوي الخارجي للشمس وغلافها الأيوني المشحون كهربائيا، تأمل ثلاثة فرق من علماء ناسا في فهم بنية الإكليل ودرجة حرارته بشكل أفضل، وكيف تؤثر الشمس على الغلاف الأيوني لكوكبنا، والتجسس على أي كويكبات ضالة تكون مخبأة عادة في وهج الشمس.
وقال بهارات كوندوري، الباحث الرئيسي في قياس الغلاف الأيوني والأستاذ المساعد في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا في بلاكسبرغ بولاية فرجينيا، في بيان: "الكسوف بمثابة تجربة خاضعة للرقابة. إنه يمنحنا فرصة لفهم كيف يمكن للتغيرات في الإشعاع الشمسي أن تؤثر على الغلاف الأيوني، والذي يمكن أن يؤثر بدوره على بعض هذه التقنيات مثل الرادار ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الذي نعتمد عليه في حياتنا اليومية".
ويمكن لطائرات WB-57 أن تحلق فوق الغطاء السحابي والجسيمات الجوية لتصل إلى ارتفاعات تصل إلى 15 ألف متر فوق سطح الأرض، لالتقاط صور واضحة في الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء.
وستحدد الطائرات توقيت إقلاعها ورحلاتها بدقة مع مرور الكسوف. وستصل سرعتها إلى 460 ميلا في الساعة (740 كم/ساعة) لتمديد الوقت الكلي المرصود بنسبة 25% إضافية، ما يجعلها 6 دقائق و22 ثانية تقريبا. (للمقارنة، فإن أطول كسوف كلي مرئي على الأرض سيكون 4 دقائق و27 ثانية في توريون بالمكسيك).
ويشير مصطلح "الكلي" إلى الفترة القصيرة التي يغطي فيها القمر الشمس بالكامل، ولا يترك سوى الغلاف الجوي الخارجي للشمس، الإكليل، مرئيا. وهذا يخلق مشهدا مدهشا حيث تظلم السماء بشكل كبير وتظهر هالة الشمس متوهجة حول قرص القمر المظلم.
وأثناء تسابقها بجانب مسار الكسوف باتجاه الشرق، ستقيس أجهزة قياس الطيف المثبتة على الطائرات درجة الحرارة والعناصر الموجودة داخل الإكليل وانفجاراته، والتي تسمى بالانبعاثات الكتلية الإكليلية. وفي الوقت نفسه، ستقوم الكاميرات بقياس ضوء الهالة الوسطى والسفلى إلى أطوال موجية متوسطة للأشعة تحت الحمراء، والتقاط صور بدقة عالية بحيث يمكن أن تكشف عن حلقة غبار قريبة من الشمس يُعتقد أنها موطن للكويكبات.
وقالت شادية حبال (أمريكية سورية الأصل)، الباحثة في معهد علم الفلك بجامعة هاواي والعالمة الرئيسية في إحدى التجارب، في البيان: "من خلال تمديد مدة الكسوف الكلي، فإننا نزيد مدة كمية البيانات التي يمكننا الحصول عليها".
وأخيرا، ستدرس تجربة ثالثة تأثير ظل القمر على الغلاف الأيوني للأرض، ما سيمكن العلماء من العودة بقياس دقيق لمدى شحنته.
المصدر: لايف ساينس