ويتم تشخيص إصابة الآلاف بورم الظهارة المتوسطة على مستوى العالم كل عام، وهو سرطان يتطور في البطانة التي تغطي سطح بعض أعضاء الجسم، وخاصة بطانة الرئتين، وينجم بشكل رئيسي عن التعرض للأسبستوس (مجموعة من المعادن) في العمل. وهو عدواني ومميت، ولديه أحد أسوأ معدلات النجاة من السرطان في العالم.
وقال العلماء بقيادة فريق من جامعة كوين ماري في لندن، إن علاجهم الجديد ضاعف معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاث سنوات إلى أربعة أضعاف، وزاد متوسط البقاء على قيد الحياة بمقدار 1.6 شهر.
وقال الفريق إن الدواء الجديد، الذي يعمل عن طريق قطع الإمدادات الغذائية للورم، هو الأول من نوعه لعلاج ورم الظهارة المتوسطة منذ 20 عاما.
وشملت الدراسة مرضى من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا وإيطاليا وتايوان، وقادها البروفيسور بيتر سزلوساريك في جامعة كوين ماري.
وتلقى جميع المرضى العلاج الكيميائي كل ثلاثة أسابيع لمدة تصل إلى ست دورات. كما تم إعطاء نصفهم حقن الدواء الجديد ADI-PEG20 (بيغارغيمينايز / pegargiminase )، بينما تلقى النصف الآخر علاجا وهميا، لمدة عامين.
ومن بين المرضى المشمولين في التحليل النهائي، كان هناك 249 شخصا يعانون من ورم الظهارة المتوسطة الجنبي – عندما يؤثر المرض على بطانة الرئتين، وكان متوسط أعمارهم 70 عاما.
وأجريت الدراسة، المعروفة باسم تجربة ATOMIC-meso، في 43 مركزا في البلدان الخمسة بين عامي 2017 و2021.
وتمت متابعة المرضى المشاركين في الدراسة لمدة سنة على الأقل.
ووفقا للنتائج التي نشرتها مجلة JAMA Oncology، فإن أولئك الذين تلقوا عقار بيغارغيمينايز مع العلاج الكيميائي بقوا على قيد الحياة لمدة 9.3 أشهر في المتوسط، مقارنة بـ 7.7 أشهر لأولئك الذين تلقوا العلاج الوهمي والعلاج الكيميائي.
وقال العلماء إن متوسط "البقاء على قيد الحياة دون تقدم المرض" كان 6.2 شهرا مع العلاج الكيميائي بالبيغارغيمينايز، مقارنة بـ 5.6 شهرا بين المرضى الذين تلقوا العلاج الوهمي والعلاج الكيميائي.
وكتب الفريق: "في هذه المرحلة الثالثة المحورية والعشوائية والمضبوطة بالعلاج الوهمي والتي أجريت على 249 مريضا مصابا بورم الظهارة المتوسطة الجنبي، زاد العلاج الكيميائي بالبيغارغيمينايز بشكل ملحوظ من متوسط البقاء على قيد الحياة بشكل عام بمقدار 1.6 شهرا وزاد البقاء على قيد الحياة أربع مرات عند 36 شهرا مقارنة بالعلاج الكيميائي الوهمي".
وقال العلماء إن هذا هو أول مزيج ناجح من العلاج الكيميائي مع دواء يستهدف عملية التمثيل الغذائي للسرطان تم تطويره لهذا المرض منذ 20 عاما.
ويأتي ذلك بعد عقدين من عمل البروفيسور سزلوساريك بعد اكتشافه الأصلي أن خلايا ورم الظهارة المتوسطة تفتقر إلى بروتين يسمى ASS1، والذي يمكّن الخلايا من تصنيع الحمض الأميني "الأرجنين".
وباستخدام هذه المعرفة، تم تطوير الدواء الجديد.
ويعمل ADI-PEG20 عن طريق استنفاد مستويات الأرجينين في مجرى الدم – بالنسبة للخلايا السرطانية التي لا تستطيع تصنيع الأرجينين بسبب فقدان الإنزيم، فهذا يعني إحباط نموها.
وصرح البروفيسور سزلوساريك: "إنه لأمر رائع حقا أن نرى البحث في تجويع الخلايا السرطانية بالأرجينين يؤتي ثماره. هذا الاكتشاف هو شيء كنت أقوده منذ مراحله الأولى في المختبر، مع علاج جديد، ADI-PEG20، يعمل الآن على تحسين حياة المرضى المصابين بورم الظهارة المتوسطة".
المصدر: إندبندنت