وكانت طائرات الدفاع الجوي سلاحا مستقلا في القوات الجوية الروسية قبل عام 1998، ثم دخلت عام 2015 في تشكيلة القوات الجوفضائية الروسية التي تتضمن الطائرات الاستراتيجية البعيدة المدى، الطائرات التكتيكية (المقاتلات والقاذفات)، الطائرات البحرية، الرادارات الطائرة، طائرات النقل العسكري، الطيران الميداني( المروحيات العسكرية)، الطائرات التدريبية، وأخيرا طائرات الدفاع الجوي.
والدور الذي تلعبه طائرات الدفاع الجوي في ضمان أمن وسلامة الأجواء الروسية كبيرا، إذ أنها تحقق مراقبة الأجواء وحمايتها من أخطار محتملة من جانب العدو ومنعه من اختراق حدود الدولة، فضلا عن حماية المنشآت الاستراتيجية.
وتعتبر طائرات الاعتراض سلاحا رئيسيا ضمن قوات طائرات الدفاع الجوي، وبمقدورها تدمير أي طائرة اخترقت حدود الدولة الجوية أو إجبارها على الهبوط.
وتعتبر "ميغ – 31" طائرة اعتراضية أساسية في تشكيلة قوات الدفاع الجوي. وقد تم تزويدها في السنوات الأخيرة بصواريخ "كينجال" (الخنجر) الفرط الصوتية الخطيرة التي يمكن أن تحلّق نحو الهدف بسرعة تزيد عن 10000 كيلومتر في الساعة، الأمر الذي وسّع إلى حد بعيد طيف المهام التي تنفذها طائرات الاعتراض "ميغ – 31" التي صار بإمكانها توجيه ضربات جوية إلى أهداف جوية وليس للطائرات فقط كما كان في الماضي.
يضم طاقم "ميغ-31 " فردين (الطيار والملاح)، طول الطائرة 22.688 متر، ارتفاعها 6.150 مترا، باع جناحها 13.464 متر، سرعتها القصوى 2000 كيلومتر/ ساعة، مدة الوصول إلى ارتفاع 10000 متر نحو 7.9 دقيقة، مدى العمل القتالي 720 كيلومترا، الوزن عند الإقلاع 41000 كيلوغرام، الارتفاع الأعلى للتحليق 20600 متر.
تم تصميم "ميغ -35" في مطلع سبعينيات القرن الماضي، وهي تخصص لاعتراض الأهداف الجوية على ارتفاعات عالية. وقامت الطائرة بأول تحليق لها في مايو عام 1975، ودخلت الخدمة في القوات الجوية السوفيتية عام 1981.
وتم تزويدها بمدفع سداسي المواسير وصواريخ "جو – جو" و"جو-أرض" وفقا لنموذج طائرة مستخدم. وتعتبر "ميغ – 31" المطورة طائرة رئيسية حاملة لصاروخ "كينجال" الفرط الصوتي. وليس في العالم نظام للدفاع الجوي باستثناء "إس – 500" الروسي بمقدوره إسقاط هذا الصاروخ. وتعمل "ميغ – 31" كوحدة تسريع من شأنها رفع سرعة الصاروخ حتى 3000 كلم/ساعة.
يذكر أن روسيا تعمل الآن على تطوير "ميغ – 31" التي ستتحول مستقبلا إلى "ميغ – 41" التي يمكن اعتبارها طائرة اعتراضية جوفضائية، أي يمكن استخدامها لإسقاط أهداف فضائية في مدار الأرض المنخفض.
ولا تزال "ميغ – 31" بعد إدخال تعديلات عليها تعتبر من أقوى الطائرات الحربية الروسية وخاصة بعد أن تم تزويدها برادار "زاسلون – إم" وصواريخ "جو – جو" من طراز "إر – 37" وصواريخ "كينجال" فرط الصوتية.
ويتوقع أن تصبح "ميغ – 41" مقاتلة فرط الصوتية وتستطيع أن تحلق في الفضاء القريب.
بينما لم تكشف وزارة الدفاع الروسية بعد عن مواصفاتها التقنية والتكتيكية، ويستبعد أن تحصل الطائرة على نسخ قابلة للتصدير إلى بلدان أخرى.
ويتوقع أن تزود "ميغ – 41" بصواريخ "جو – جو" جديدة، مع العلم أن مدى عمل صاروخ "إر – 37" لا يفوق 400 كيلومتر.
ويمكن أن يبلغ مدى عمل صاروخ "جو – جو" الذي ستزود به "ميغ – 41" نحو 600 كيلومتر. وستقتبس "ميغ -41" من "ميغ – 31" بلا شك قدرتها على إسقاط الصواريخ المجنحة وقدرتها على تبادل المعلومات مع الرادارات الأرضية وطائرات الإنذار الراداري المبكر لاعتراض الطائرات الشبحية المعادية على مسافة مئات الكيلومترات. لكن دورها الاستراتيجي وإمكاناتها في مجال خوض الحرب الفضائية ستشكل خطورة كبيرة على الطائرات والأقمار الصناعية التابعة للناتو.
المصدر: RT