ولاحظ العلماء أن القرص الحجري البالغ حجمه حجم إطار العجلة، تم اكتشافه قبل بضع سنوات في حصن تل (نوع من أعمال الأرض التي تستخدم كملاذ محصن) شمال شرق إيطاليا ويحتوي على 29 علامة منقوشة غامضة.
وكانت هناك 24 علامة منقوشة على وجه واحد من الحجر، و5 علامات على الجانب الآخر.
وباستخدام برنامج لتحليل المنحوتات الحجرية، وجد العلماء أن العلامات من المحتمل أن تتطابق مع مجموعات النجوم في كوكبات الجبار، والعقرب، وذات الكرسي، بالإضافة إلى العقود النجمي الثريا (أو الشقيقات السبع أو مسييه 45).
كما عثر العلماء أيضا على حجر آخر غير منحوت بجانبه يبلغ قطره نحو 50 سم وسمكه 30 سم، ويشتبهون في أنه قد يكون تمثيلا للشمس.
وما يزال يتعين التعرف على واحدة من العلامات الـ 29، وفقا للدراسة التي نشرت في مجلة Astronomical Notes.
ويشتبه العلماء في أن العلامة المنقوشة التي لم يتم تحديدها بعد تمثل على الأرجح نجما في كوكبة الجبار التي ربما انفجرت منذ ذلك الحين على شكل مستعر أعظم، أو يمكن أن تكون مستعرا أعظم فاشلا ترك ثقبا أسود وراءه.
وكتب العلماء في ورقة بحثية: "العلامة المجهولة تتحدى الصورة بأكملها. ونقترح أنه ربما كان سلفا لمستعر أعظم فاشل".
ويقول الفريق إن البحث عن ثقب أسود في هذا الجزء من السماء يمكن أن يؤكد هذا التفسير.
وأضافوا: "إن حالة المستعر الأعظم الفاشل مثيرة للاهتمام حقا لأن إحدى تقنيات البحث عنها هي على وجه التحديد البحث عن النجوم المفقودة في السماء الحالية، باستخدام الصور الملتقطة في أوقات سابقة". مشيرين إلى أن هذا الاحتمال يوفر طريقة للتحقق من التفسير المقترح.
ووفقا للدراسة، فإن القرص ربما تم استخدامه من قبل أشخاص عاشوا قبل نحو 3 آلاف عام في حصن التل في منطقة Castelliere di Rupinpiccolo بإيطاليا، لتتبع الفصول المتغيرة كجزء من التقويم الزراعي.
وتشير القطع الفخارية المكتشفة بالقرب من الموقع إلى أن حصن التل كان قيد الاستخدام من نحو 1800/1650 إلى 400 قبل الميلاد، ما يشير إلى أنه لا يمكن إحالة الأقراص الحجرية إلا إلى هذه الفترة الزمنية الطويلة فقط.
ومع ذلك، لا يُعرف سوى القليل عن السكان القدماء لمنطقة Castelliere di Rupinpiccolo حيث تم العثور على الحجارة.
وحتى الآن، أقدم خريطة معروفة للسماء ليلا هي طرس (صفحة من كتاب مُحي ما كتب عليها ليكتب عليها غيره) منسوب إلى عالم الفلك اليوناني أبرخش ويرجع تاريخه إلى نحو 135 قبل الميلاد.
هذا بالإضافة إلى قرص نيبرا السماوي، وهو قطعة أثرية برونزية مع زخارف ذهبية تشير إلى الشمس والقمر والثريا يعود تاريخه إلى نحو 1600 قبل الميلاد، أو ربما أقدم من ذلك، ولكنه تمثيل أكثر بدائية.
وإذا ثبت أن القرص الحجري المكتشف في إيطاليا يحتوي على خريطة سماوية، فمن الممكن أن يسبق عمل أبرخش، ويظهر "دليلا على الفضول الفلكي غير المتوقع في أوروبا في عصور ما قبل التاريخ".
المصدر: إندبندنت