وأجرى فريق من جامعة جورج واشنطن فحوصات بالتصوير المقطعي المحوسب على الجسم المحنط، والذي كشف عن رأس طفل عالق في قناة الولادة وجنين آخر عالق في تجويف الصدر.
ودفنت المرأة التي لم يتجاوز عمرها 17 عاما، مع طفل مقطوع الرأس، ما دفع الخبراء إلى الاعتقاد بأنها حامل بتوأم دون علمها.
ويرجح العلماء بأن الطفل الأكبر سنا جاء مقعديا (مخالف لحالة النزول الطبيعية، وهي النزول الرأسي) ومات بسبب قطع الرأس، في حين انفصل التوأم الأصغر عن الرحم وهاجر إلى منطقة الصدر.
واكتشف رفات المرأة عام 1908 في مقابر البجوات في واحة مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد الواقعة في الصحراء الغربية في مصر.
وتم استيطان واحة الخارجة لأول مرة منذ نحو 50 ألف عام ولعبت دورا حاسما في الاقتصاد والجيش في مصر القديمة.
ويعتقد أن عمر المرأة كان يتراوح بين 14 و17 عاما عند الوفاة، ودفنت وذراعاها على جانبيها وقدميها مقيدين ببعضهما بواسطة خرق.
كما تم وضعها أيضا في طبقات من "كمية كبيرة من الملح"، والتي لها خصائص تجفيف تؤدي إلى تجفيف الجسم بالكامل.
واستخدم العلماء ملاحظات ميدانية من عام 1908 أثناء عملهم، والتي أظهرت أن علماء الآثار السابقين قاموا بفك غلاف الجثة، وأزالوا ذراعيها، ومزقوا عظم الفخذ، وأحدثوا شقا في البطن.
وتشير الملاحظات أيضا إلى طفل مقطوع الرأس بين ساقيها ومغطى بملاءة وطبقات من الملح.
وحددت الأشعة المقطعية الطفل داخل التجويف العلوي الأيسر لصدر المومياء، وأظهرت عظاما طويلة وأضلاعا وأقواسا عصبية وجمجمة وخمس عظام لليد.
وبينما ذكر الاكتشاف الأولي الطفل الأول، فإن الملاحظات لم تتضمن ذكر جنين آخر.
وكتب الفريق في الدراسة التي نشرتها مجلة International Journal of Osteoarchaeology: "لم يتم اكتشاف هذا الجنين من قبل".
وتمكن الفريق من تحديد عمر الأطفال عندما بدأ المخاض، والذي قدّر بما يتراوح بين 36 و40 أسبوعا قبل الولادة، ما يثبت أنهما توأم.
ولم تذكر الملاحظات الميدانية الأصلية سبب الوفاة، لكن باستخدام الأدلة والصور الفوتوغرافية والأشعة المقطعية، خلص الفريق إلى أن ذلك قد يكون ناتجا عن "انحباس لرأس الجنين أثناء الوضع المقعدي للجنين".
وجاء في الدراسة: "إن اكتشاف رأس الجنين في مدخل الحوض يدل بشكل قاطع على حدوث توقف المخاض. ومن المحتمل أن يكون الوضع المقعدي للجنين قد تسبب في توقف المخاض".
وأشار الفريق أيضا إلى أن هذا كان حدثا نادرا، فهو يحدث فقط بنسبة 0.14 إلى 0.14 لكل 10 آلاف ولادة حية.
ولم تتضح بعد كيفية هجرة الجنين الثاني إلى التجويف الصدري.
وتقول الدراسة إنه "من الممكن أن يكون الطفل المجهول قد تم تحنيطه مع الأعضاء الداخلية الأخرى. وأثناء عملية التحنيط، كان الحجاب الحاجز والأنسجة الضامة في تلك المنطقة قد ذاب، ما يسمح للجنين الذي لم يولد بعد بالتحرك إلى تجويف الصدر".
وتعود بقايا المومياء المراهقة إلى العصر المصري المتأخر(من 664 قبل الميلاد إلى 332 قبل الميلاد). وأوضح العلماء أن الاكتشاف الذي توصلوا إليه يؤكد مدى خطورة الولادة في العصور المصرية القديمة، قائلين: "كانت الولادة في مصر القديمة تعد حدثا دينيا، وليس حدثا طبيا. وفي حين أن الطب في مصر القديمة موثق بشكل جيد، فإن الحمل ليس كذلك".
المصدر: ديلي ميل