أفادت بذلك الخدمة الصحفية التابعة للمعهد. وبحسب الخبراء فإن عملية تحديد عمر الماس تتم باستخدام المعادن المتحللة، أي شوائب الماس التي تشكلت معه أو تم التقاطها أثناء عملية التبلور على عمق مئات الكيلومترات. وهذه هي الطريقة الوحيدة حتى الآن لدراسة المادة الأرضية على هكذا عمق. وتم تحديد عمر الماس إلى حد الآن في الوشاح العلوي فقط. واستطاع الباحثون الروس اكتشاف شوائب من الوشاح السفلي وتحليله، وهي تشكلت على عمق أكثر من 660 كيلومترا، وربما يصل عمقها 2.9 ألف كيلومتر. ويقول التقرير الصادر عن المعهد، إن شوائب بيروفسكايت الكالسيوم أعطت عمرا يتراوح بين 450 إلى 650 مليون عام.
وتكمن صعوبة العمل في أنه لا توجد في الوشاح السفلي معادن من الطبقات العليا للأرض، وقد تم تطوير التكنولوجيا الخاصة بتحليلها. واضطر العلماء إلى تحليل معادن جديدة لأول مرة باستخدام أحدث التقنيات والأساليب التحليلية، مما سمح لهم بتحليل الصور الفوتوغرافية المتناهية الصغر (بمقياس 10 قوة ناقص 12 من الغرام) للمادة المستخرجة. واستخدمت الدراسات شوائب معدنية في بلورات ألماس الوشاح السفلي من منطقتي (جوينا) في البرازيل و(كانكان) في غينيا.
وحسب الباحثين، فإن النطاق العمري الكبير للماس يشير إلى أن المادة العميقة الحاملة للماس في الوشاح السفلي، لم تتشكل، على عكس الوشاح العلوي، في مراحل تكتونية قصيرة تزامنت مع الأوقات التي تراجعت فيها صفائح الغلاف الصخري في عباءة الأرض، ولكن تم تشكيلها بشكل مستمر وربطها بقاعدة قارة غوندوانا القديمة العملاقة.
وقال فيليكس كامينسكي، كبير الباحثين في مختبر " غاليموف" لجيوكيمياء الكربون من المعهد الجيوكيميائي الروسي: "لقد حدد فريقنا المتنوع الجنسيات لأول مرة، عصور الماس الموجود تحت الغلاف الصخري، مما سلط الضوء على العمليات الجيوديناميكية التي تجري في وشاح الأرض".
المصدر: تاس