وقد أطلق عليها لاحقا لقب أفضل مقاتلة حربية للجيل الرابع لقدرتها النارية وقابليتها العالية للمناورة وعدم تعرضها لأعطاب.
وكانت التحضيرات الجارية في الولايات المتحدة لتجربة النموذجين الجديدين من الجيل الرابع "إف – 15" و"إف – 16" حافزا دفع بالمصممين السوفيت لتصنيع مقاتلات سوفيتية من الجيل الرابع لا تقل فاعلية عن النموذجين المذكورين وحتى تتفوق عليهما، مع العلم أن بقية الطائرات الحربية السوفيتية انتمت آنذاك إلى الجيل الثالث وفقا لمواصفاتها التقنية التكتيكية.
وهكذا ظهرت مقاتلتان أسطوريتان للجيل الرابع: إحداهما الثقيلة "سو- 27" التابعة لشركة "سوخوي"، وثانيهما الخفيفة "ميغ – 29" التابعة لمكتب "ميكويان" السوفيتي للتصاميم.
وتولى طيار الاختبار البارز السوفيتي ألكسندر فيدوتوف من شركة "ميكويان" قيادة نموذج تجريبي لمقاتلة "ميغ – 29". وبدأ فيدوتوف مسيرته كطيار اختبار في الخمسينيات من اختبار مقاتلتي "ميغ – 15" و"ميغ – 17"، ثم اختبر عام 1977 مقاتلة الاعتراض "ميغ 31" التي صعدت إلى ارتفاع 37600 متر محطمة رقما قياسيا غير مسبوق.
وتم تزويد "ميغ – 29 بمحركي التربو النفاثين من طراز "إر دي – 33" من تصميم المهندس السوفيتي سيرغي تومانسكي. ومكن هاذان المحركان مقاتلة "ميغ – 29" من الصعود عموديا تقريبا، وعلاوة على ذلك كان بإمكان المقاتلة المزودة بالأسلحة الإقلاع بمحرك شغال واحد، أما المحرك الثاني فيتم تشغيله في الجو، الأمر الذي سمح بتوفير الوقت عند ضرورة الإقلاع السريع.
وتم تزويد المقاتلة بأحدث الأجهزة الإلكترونية آنذاك. ولم تتضمن منظومة قيادتها رادارا كلاسيكيا فحسب بل ومحطة بصرية لتحديد الموقع، وبالإضافة إلى ذلك تم تطوير نظام خاص بدلالة الهدف يدمج في خوذة الطيار ويسمح بتوجيه الصواريخ نحو الهدف بمجرد دوران رأس الطيار.
وتعد مقاتلة "ميغ – 29" بفضل قابليتها العالية للمناورة أفضل طائرة للمشاركة في العروض الجوية. لذلك يقدّم فريق "الخطاطيف" الجوي المشهور على مدى عشرات أعوام ألعابا بهلوانية لا مثيل لها في مختلف معارض الطيران.
وقد شكلت الحلول التكنولوجية الموضوعة في تصميم طائرة "ميغ – 29" أساسا لتصميم مقاتلة "ميغ – 35" المتعددة المهام التي تنتمي إلى جيل "4++" ومقاتلة "ميغ – 29 كا /كوب البحرية.
مواصفات مقاتلة "ميغ – 29":
طاقم الطائرة فرد واحد (أو فردان في مقاتلة "ميغ – 29 أوب التدريبية)،
طولها 17.32 متر،
ارتفاعها 4.73 متر،
باع جناحها 11.36 متر،
قوة الدفع للمحرك 8300 كيلوغرام/قوة،
السرعة القصوى 2450 كلم/ساعة (2.3 ماخ)،
الارتفاع الأقصى للتحليق 18000 متر،
مدى عمل الطائرة على الارتفاع العالي 1430 كلم،
الوزن الأقصى عند الإقلاع 18.1 طن،
الوزن الأقصى للحمولة القتالية 2.18 طن.
يذكر أن نماذج مختلفة لمقاتلة "ميغ - 29" تخدم في جيوش 25 بلدا، بما في ذلك بلدان رابطة الدولة الستقلة والشرق الأوسط وشرق أوروبا والهند وكوبا وبيرو وغيرها.
المصدر: تاس