وظهرت الجثث العائمة للثدييات المهددة بالانقراض، إلى جانب آلاف الأسماك الميتة، في بحيرة تيفي، حيث أصبحت درجة الحرارة الآن مثل حمام ساخن بعد أن أدى الجفاف الذي طال أمده إلى فقدان معظم المياه.
وقال أيان فليشمان، الباحث في علوم الأرض في معهد ماميراوا، إنه يجري التحقيق في العديد من الأسباب المحتملة، بما في ذلك الأمراض وتلوث مياه الصرف الصحي. لكنه أشار إلى أن عمق المياه ودرجة الحرارة كانا "بالتأكيد عنصرا رئيسيا" في النفوق الجماعي.
وكما هو الحال في أجزاء أخرى من العالم، عانت البرازيل من طقس متطرف بشكل غير عادي في الأشهر الأخيرة نتيجة لانهيار المناخ الناجم عن أنشطة بشرية وظاهرة النينيو. وغمرت المياه مساحات واسعة من الأراضي في جنوب البلاد بسبب العواصف المطيرة الشديدة، بينما يعاني الشمال من الجفاف بسبب موسم جفاف شديد على نحو غير معتاد.
وانخفض منسوب نهر الأمازون، أكبر نهر في العالم، بمقدار 30 سنتيمترا يوميا خلال الأسبوعين الماضيين. وفي هذا الوقت من العام، يقل متوسط العمق في ماناوس بمقدار 4.4 متر (14 قدما) عن ذروته في موسم الأمطار. وفي هذا العام، جف بالفعل بمقدار 7.4 متر.
وتعد منطقة تيفي إحدى المناطق الأكثر تضررا من الجفاف. وقال المعهد الوطني للأرصاد الجوية إن هطول الأمطار هناك في سبتمبر كان بالكاد ثلث المتوسط التاريخي. وقد جفت العديد من القنوات. وأصبحت رحلات القوارب النهرية التي كانت تستغرق ثلاث ساعات تستغرق الآن يوما كاملا حيث يتعين على الزوارق التنقل في الوحل وكذلك الماء.
وتعد الدلافين مؤشرا على صحة النهر، وهو أمر حيوي بالنسبة لأولئك الذين يعيشون على ضفافه. وتُعرف هذه الأنواع باسم بوتو في منطقة الأمازون وتتغذى على سمكة البيرانا وتكون إما وردية أو رمادية.
ويصنف الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة دلافين البوتو على أنها مهددة بالانقراض. وهي من بين ستة أنواع فقط من دلافين المياه العذبة الموجودة في العالم، على الرغم من أنها كانت متنوعة ووفيرة.
ووصفت دافني ويليمز، من مجموعة الصندوق العالمي للطبيعة، نفوق الدلافين بأنه مدمر، مضيفة: "هذه الأنواع غير العادية مهددة بالفعل بالانقراض، لذا فإن فقدان الكثير منها في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن أمر كارثي". وأشارت إلى أن هذه المأساة تتطلب استجابة عاجلة.
المصدر: ذي غارديان