في الآونة الأخيرة، استخدمت Aquanauts على متن سفينة من معهد Schmidt للمحيطات روبوتا تحت الماء لقلب ألواح من القشرة البركانية في أعماق المحيط الهادئ المظلم. وتحت قاع البحر في هذا الموقع المدروس جيدا، وجد فريق الباحثين الدولي عروقا من السوائل الجوفية تسبح في حياة لم يسبق لها مثيل من قبل.
ويقول المدير التنفيذي للمعهد، جيوتيكا فيرماني: "على الأرض، عرفنا منذ فترة طويلة وجود حيوانات تعيش في تجاويف تحت الأرض، وفي محيط الحيوانات التي تعيش في الرمال والطين، ولكن للمرة الأولى، بحث العلماء عن حيوانات تحت الفتحات المائية الحرارية. هذا الاكتشاف الرائع حقا لنظام بيئي جديد، مخفي تحت نظام بيئي آخر، يقدم دليلا جديدا على وجود الحياة في أماكن رائعة".
واكتشف العلماء فقط الفتحات الحرارية المائية، التي تتدفق فيها السوائل الغنية بالمعادن في أعماق المحيط، في السبعينيات. وعلى الرغم من ظلام هذه الأعماق، كانت هذه الفتحات الدخانية الشبيهة بالمدخنة تعج بالحياة.
ومع ذلك، في الـ 46 عاما الماضية من البحث، لم يفكر أحد في التحديق تحت ينابيع المحيط الساخنة.
وكشف تجريد قشرة قاع البحر من الخلف عن نظام بيئي ملون من الديدان والقواقع والبكتيريا المصنعة كيميائيا، والتي لا تعتمد على ضوء الشمس بل على المعادن للحصول على الطاقة.
وتقول عالمة البيئة مونيكا برايت من جامعة فيينا: "لقد توسع فهمنا للحياة الحيوانية في المخارج الحرارية المائية في أعماق البحار بشكل كبير مع هذا الاكتشاف. يوجد موائل تنفيس ديناميكية. وتتكاثر الحيوانات الموجودة فوق السطح وتحته معا في انسجام، اعتمادا على سائل التنفيس من الأسفل والأكسجين في مياه البحر من الأعلى".
ووجد العلماء أن الديدان الأنبوبية رائعة بشكل خاص. ويبدو أن هذه الكائنات في أعماق البحار تسافر تحت قاع البحر عبر السوائل البركانية لاستعمار موائل جديدة.
وقد يفسر هذا سبب عدم رؤية القليل من صغارها تتجمع حول شقوق بركانية عميقة. وقد ينضج معظمها تحت السطح.
ولاختبار هذه الفرضية، استخدم الباحثون مركبة تعمل عن بعد، تسمى SuBastian، لتطهير مربع من قاع المحيط في شرق المحيط الهادئ قبالة أمريكا الوسطى، على عمق 2500 متر تقريبا. ثم قام الفريق بلصق صندوق شبكي فوق الجزء العلوي من هذا الموقع الذي لا حياة فيه الآن.
وعندما أزال الباحثون الصندوق بعد بضعة أيام، وجدوا أن حيوانات جديدة قد استعمرت المنطقة. ويجب أن تكون قد وصلت إلى هناك من تحت قاع البحر عبر العديد من الشقوق.
وسيتم نشر النتائج في الأشهر المقبلة، ولكن إذا كان ما يقوله الباحثون صحيحا، فإن عمليات التنقيب المستقبلية في أعماق البحار يمكن أن تزعج هذا النظام البيئي المكتشف حديثا بشكل كبير.
ويقول ويندي شميت، الرئيس والمؤسس المشارك لمعهد Schmidt للمحيطات: "إن الاكتشافات التي تم إجراؤها في كل بعثة استكشافية لمعهد شميدت للمحيطات تعزز الحاجة الملحة لاستكشاف محيطنا بالكامل حتى نعرف ما هو موجود في أعماق البحار".
المصدر: ساينس ألرت