ويحذر العالم الروسي يوري دغيبوادزه من احتمال انتشار إشعاعات تشرنوبيل في البحر الأسود بعد تفجير محطة "كاخوفسكايا" الكهرومائية على أيدي المقاتلين الأوكرانيين.
وحسب د. يوري دغيبوادزه نائب رئيس معهد الدراسات البيئية في أكاديمية العلوم الروسية فإن الطحالب السامة انتشرت في الماء، ولكن الأسوأ من ذلك هو أن المياه العذبة التي تصب في البحر قد أثرت على قاع البحر، ما أدى إلى صعود الرواسب إلى سطحه.
وقال إن سبب التغيير المفاجئ في لون البحر الأسود قبالة سواحل أوديسا، كان على الأرجح البكتيريا الزرقاء ، بصفتها طحالب خضراء مزرقة مجهرية، وأكد في مقابلة مع صحيفة "لايف" الروسية أنه سيتم إثبات نوع الطحالب بعد تحليل عينات المياه ، لكن هذه الكائنات هي التي كانت تتسبب مرارا وتكرارا في حدوث مثل هذه الكوارث البيئية.
هذا الأمر ضار للغاية حيث لا يمكنك شرب الماء لأنه تكون هناك مواد سامة للناس والكثير من الكائنات المائية، وهذا هو ما يسمى بظاهرة " ازدهار الكائنات الحية الضارة" أو بالأحرى "المد الأخضر".
على سبيل المثال، حصل البحر الأسود على نفس الظل عام 2019. وكما أثبت العلماء لاحقا تم إعطاؤه للماء بواسطة البكتيريا الزرقاء Nodularia spugimena. وهذه كائنات سامة لا تحب الماء شديد الملوحة. وأتت مع هطول أمطار غزيرة جلبت الأسمدة الغنية بالكيماويات من الحقول الزراعية. والآن، كما أوضح عالم الأحياء، حدث نفس الشيء بسبب الحادث المعروف حيث جلبت كميات كبيرة من المياه العذبة من محطة "كاخوفسكايا" المنهارة النفايات السائلة والمواد الكيميائية، أي أنها خلقت بيئة مواتية لمثل هذه الطحالب.
كما قال يوري دجبوادزي فإن هناك عاقبة أخرى خطيرة للغاية لهذا الحادث. وأشار إلى أن حوض نهر الدنيبر كان ملوثا بشدة بالنويدات المشعة بعد وقوع حادث تشيرنوبيل النووي. وأ‘اد إلأى الذاكرة أن العدد الأكبر بكثير من النويدات نزل إلى نهر بريبيات (رافد كبير نسبيًا لنهر الدنيبر) وهو أكثر مما وصل إلى اليابسة والغلاف الجوي للأرض. وهكذا انتشر الإشعاع في جميع أنحاء نهر الدنيبر، ومن هناك دخل البحر الأسود ووصل من خلاله إلى بحر مرمرة. وأكد العالم أن المواد المشعة لا تزال موجودة في قاع البحر.
وقال:" أولا وقبل كل شيء، هو السترونشيوم والسيزيوم اللذان بالتأكيد يصعدان من القاع مع هذا الفيضان".
المصدر: لايف