يشبه ذلك إلى حد كبير المشي لمسافة ميل في حذاء شخص آخر، فأخذ المنظور البصري هو "الرؤية" من خلال عيون شخص آخر: نحن نتبع نظرة شخص ما لمعرفة ما الذي لفت انتباهه، أو قد نحاول حتى معرفة ما يراه شخص آخر إذا كان لدينا العرض محظور.
وكشفت ملاحظات الباحثين عن التماسيح والطيور أن أخذ المنظور البصري، الذي يتعلمه البشر في سن الثانية، ربما نشأ في الديناصورات قبل 60 مليون سنة.
وأظهر عدد قليل من الأنواع الأخرى، معظمها من بعض القرود والذئاب والكلاب وبعض أنواع الطيور، منظورات بصرية. ولا يُعرف الكثير عن كيفية تطورها.
ورغم أن الثدييات والطيور انفصلت فيما بينها في التطور بمقدار 325 مليون سنة، فقد طورت قدرات معرفية مماثلة كل منها بشكل مستقل، ولوحظ أخذ منظور بصري في عدد قليل جدا من الأنواع، وتوقع الباحثون أنه ربما يكون قد تطور عدة مرات.
وفي ما يعتقدون أنه أول دراسة من نوعها، قارن الفريق بين الطيور القديمة - الطيور التي لديها أدمغة تشبه إلى حد كبير ديناصورات أسلافها، والتماسيح.
ويوضح ستيفان ريبر، العالم المعرفي في جامعة لوند، أن "التمساحيات هي نماذج مثالية لدراسة الأصول التطورية للقدرات المعرفية لدى الطيور. وما تتشاركه موجود على الأرجح في السلف المشترك للديناصورات والتماسيح. وإذا كانت التمساحيات تفتقر إلى القدرات التي تمتلكها الطيور، فمن المحتمل أن تكون قد تطورت في سلالة الديناصورات بعد الانقسام. ويتيح لنا هذا النهج الدراسة للتعرف على الأنواع المنقرضة".
ولم يظهر التمساح منظورا بصريا، على الرغم من أنه تابع نظرة المتظاهر إلى الأماكن التي يمكنه رؤيتها. ومع ذلك، فإن جميع أنواع الطيور التي تم اختبارها أظهرت بوضوح أخذ منظور بصري، يتضح من خلال قدرتها على التنقل "من خلال عيون الطائر المتظاهر".
وتقول المعدة الأولى للدراسة وعالمة الحيوان الإدراكي في جامعة لوند كلوديا زيتروغ: "غالبا ما يتم تجاهل الطيور عندما يتعلق الأمر بمهاراتها المعرفية. وتظهر النتائج التي توصلنا إليها أنها لا تمتلك فقط العديد من المهارات المعرفية على قدم المساواة مع تلك التي لدى القرود، ولكن من المرجح أن أسلافها امتلكت هذه المهارات قبل وقت طويل من تطورها إلى ثدييات".
وبالنظر إلى أوجه التشابه في الدماغ بين هذه الطيور وأسلافها من غير الطيور، يقول العلماء إن هذا يعني أن مهارة أخذ المنظور البصري يمكن أن تكون قد تطورت حتى في وقت سابق في سلالة الديناصورات.
ومن غير المرجح أن تكون موجودة بين أقدم الديناصورات، التي كانت أدمغتها أشبه بأدمغة التمساح.
وإذا ظهر أخذ المنظور البصري بالفعل في وقت سابق في الديناصورات، فقد يفسر القدرات البصرية المتقدمة للطيور، بما في ذلك اعتمادها التطوري على البصر مقارنة بمعظم الثدييات.
نُشر البحث في مجلة Science Advances.
المصدر: ساينس ألرت