وأنشأ الخبراء "توأما رقميا" لتيتانيك باستخدام 700 ألف صورة لحطام السفينة الشهيرة، ما يوفر مشهدا لم يسبق له مثيل للسفينة في مثواها الأخير بعد نحو 111 عاما من غرقها في المحيط الأطلسي في أثناء قيامها برحلتها الأولى من المملكة المتحدة إلى نيويورك.
وقد غرقت السفينة في 14 أبريل 1912، بعد اصطدامها بجبل جليدي، ويقع حطامها على عمق 3800 متر (12500 قدم) في قاع شمال المحيط الأطلسي، على بعد نحو 594 كم (370 ميلا) قبالة ساحل نيوفاوندلاند بكندا.
وأسفرت المأساة عن مقتل أكثر من 1500 راكب وما يزال يتردد صداها حتى يومنا هذا.
وتم إنتاج سلسلة الصور العالية الدقة التي تم إصدارها عبر الإنترنت باستخدام تقنية رسم خرائط أعماق البحار لتشكيل مشهد لم يسبق له مثيل للسفينة المنكوبة.
وقال باركس ستيفنسون الخبير في تيتانيك لشبكة "بي بي سي" يوم الأربعاء إن هذا الإنجاز "يسمح لك برؤية الحطام كما لا يمكنك رؤيته من غواصة. يمكنك رؤية الحطام بالكامل، ويمكنك رؤيته في سياقه ومنظوره".
وأضاف ستيفنسون أنه على الرغم من كون تيتانيك أشهر حطام سفينة في التاريخ، ما تزال هناك أسئلة لا حصر لها بعد غرقها، مثل نقطة تأثير الجبل الجليدي، أو الطبيعة الدقيقة التي ضربت فيها السفينة قاع المحيط.
وتم تنفيذ هذا المشروع في عام 2022 من قبل شركة Magellan Ltd لرسم خرائط أعماق البحار بالتعاون مع شركة Atlantic Productions، التي تعمل على إنتاج فيلم وثائقي حول هذا الموضوع. وكان التصوير دقيقا لدرجة أنه تم رصد زجاجات شمبانيا غير مفتوحة حول الحطام، بالإضافة إلى رقم تسلسلي على أحد المراوح.
وتطلب رسم الخرائط مشاركة فريق من الخبراء الذين قادوا غواصات يتم التحكم فيها عن بعد لمراقبة كل زاوية من زوايا تيتانيك، وقضى الفريق أكثر من 200 ساعة في المجموع مع ما يقارب ثلاثة أرباع مليون عملية مسح.
ومع توقع الخبراء أن تيتانيك سوف تصدأ في النهاية إلى العدم بحلول عام 2050، يشير ستيفنسون إلى أن من المهم للغاية توثيق كل عنصر من عناصر السفينة بينما يظل ذلك ممكنا، قائلا إنه "آخر شاهد عيان على الكارثة".
المصدر: RT