فتسنى لهم تحديد التواريخ الدقيقة لخمسة انفجارات بركانية قوية حدثت في القرنيْن الثاني عشر والثالث عشر. ويفترض أنها تسببت في ما يسمى بـ"العصر الجليدي الصغير (أو القصير)". أعلنت ذلك الأربعاء 5 أبريل الخدمة الصحفية لجامعة جنيف السويسرية.
وقال كلايف أوبنهايمر، الأستاذ في جامعة "كامبريدج" البريطانية: "علمنا بهذه الانفجارات البركانية فقط لأن رمادها كان محفوظا في جليد القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند. ومن خلال دمج هذه البيانات الجيولوجية مع معلومات حول خسوف القمر من سجلات العصور الوسطى تمكّنا من الحصول على تقييمات أكثر دقة حول مكان وزمان أقوى الانفجارات البركانية التي حدثت في هذه الفترة الزمنية".
يذكر أن ما يسمى بالعصر الجليدي الصغير هو فترة زمنية بين أعوام 1300 و1850 الميلادية، عندما كان متوسط درجات الحرارة في أوروبا أقل بحوالي 0.5 درجة مئوية عما كان عليه في الألفية السابقة. ويكمن أحد أسباب هذا التبريد في أنه لوحظ في القرنيْن الثاني عشر والثالث عشر مستوى مرتفع من النشاط البركاني على الأرض، حيث توزع رماده في الغلاف الجوي للأرض وعكس ضوء الشمس الوارد من الفضاء.
واكتشف البروفيسور أوبنهايمر وزملاؤه بالضبط متى حدثت أقوى الانفجارات البركانية الستة في هذه الفترة التاريخية وذلك من خلال تحليل عينات الرماد المحفوظة في رواسب الجليد على مدى القرون العديدة في غرينلاند وأنتاركتيكا، بالإضافة إلى دراسة سجلات خسوف القمر تم إعدادها من قبل الرهبان الأوروبيين في العصور الوسطى والمؤرخين الآسيويين.
واتضح أن الرهبان والمؤرخين في العصور الوسطى شهدوا خلال هذا الوقت ستة ظواهر لـ"خسوف دموي للقمر" نتجت عن الانفجارات البركانية القوية. وأحدها كان انفجار جزيرة (سامالاس) الإندونيسية عام 1257 والذي كان معروفا بالفعل للمؤرخين والجيولوجيين. أما الكوارث الخمس الأخرى التي حدثت أعوام 1108 ، 1171 ، 1182 ، 1229 ، 1276 و 1286 فلم تكن معروفة سابقا، ولم يتم ذكرها في السجلات الغربية أو الشرقية.
ويأمل البروفيسور أوبنهايمر وزملاؤه أن يساعد تحديد التواريخ الدقيقة لثوران هذه البراكين الجيولوجيين على اكتشاف آثار أخرى لهذه الكوارث. وخلص الباحثون إلى أن دراستهم اللاحقة ستساعد علماء الجيولوجيا والمناخ على تقييم مساهمة البراكين بشكل أكثر دقة في بدء "العصر الجليدي الصغير".
المصدر: تاس