وتتوقع دراسة جديدة أجرتها منظمة Earth4All، بدعم من نادي روما (مركز أبحاث غير حكومي غير ربحي في زيورخ بسويسرا يضم اقتصاديين وعلماء وسياسيين من دول مختلفة لديهم اهتمامات مشتركة حول التحديات العالمية مثل الزيادة السكانية و الاحتباس الحراري)، أنه وفقا للاتجاهات الحالية، سيصل عدد سكان العالم إلى 8.8 مليار قبل منتصف القرن، ثم ينخفض بسرعة. ويمكن أن تأتي الذروة في وقت أبكر إذا اتخذت الحكومات خطوات تقدمية لرفع متوسط الدخل ومستويات التعليم.
والتوقعات الجديدة هي أخبار جيدة للبيئة العالمية. فبمجرد التغلب على التضخم الديموغرافي، يفترض أن يبدأ الضغط على الطبيعة والمناخ في التراجع، إلى جانب التوترات الاجتماعية والسياسية المرتبطة به.
ولكن الخبراء يحذرون من أن انخفاض معدلات المواليد وحده لن يحل المشاكل البيئية للكوكب، والتي هي بالفعل خطيرة عند مستوى 8 مليارات.
ويمكن أن يؤدي انخفاض عدد السكان أيضا إلى خلق مشاكل جديدة، مثل تقلص حجم القوى العاملة وزيادة الضغط على الرعاية الصحية المرتبطة بمجتمع الشيخوخة، كما وجدت دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
وقال أحد مؤلفي التقرير، بن كاليغاري، إن النتائج كانت مدعاة للتفاؤل - لكن كانت هناك مشكلة. وأضاف: "هذا يعطينا دليلا على الاعتقاد بأن القنبلة السكانية لن تنفجر، لكننا ما زلنا نواجه تحديات كبيرة من منظور بيئي. نحن بحاجة إلى الكثير من الجهد لمعالجة نموذج التنمية الحالي للاستهلاك المفرط والإفراط في الإنتاج، والتي تمثل مشاكل أكبر من مشكلة السكان".
ورسمت الدراسات السابقة صورة أكثر قتامة. ففي العام الماضي، قدرت الأمم المتحدة أن عدد سكان العالم سيصل إلى 9.7 مليار بحلول منتصف القرن وسيستمر في الارتفاع لعدة عقود بعد ذلك.
وتم تنفيذ الإسقاط الجديد، الذي صدر يوم الاثنين، من قبل منظمة Earth4All بمشاركة باحثين في العلوم البيئية والمؤسسات الاقتصادية الرائدة، بما في ذلك معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، ومركز ستوكهولم للقدرة على الصمود، وكلية الأعمال النرويجية BI. والذين تم تكليفهم من قبل نادي روما لمتابعة دراسة حدود النمو منذ أكثر من 50 عاما.
ويستند التقرير إلى منهجية جديدة تتضمن عوامل اجتماعية واقتصادية لها تأثير مؤكد على معدل المواليد، مثل رفع مستويات التعليم، وخاصة للنساء، وتحسين الدخل. إنه يرسم سيناريوهين اعتمادا على مدى اتباع هذه السياسات.
وفي حالة العمل كالمعتاد، فإنه يتوقع أن تكون السياسات الحالية كافية للحد من النمو السكاني العالمي إلى أقل من 9 مليارات في عام 2046 ثم تنخفض إلى 7.3 مليار في عام 2100.
وللوصول إلى هذا الاستنتاج، أخذوا في الاعتبار سيناريوهين: في الأول، المسمى "فات الأوان قليلا"، يواصل العالم تنميته الاقتصادية بطريقة مماثلة للسنوات الخمسين الماضية وتمكن العديد من البلدان من الخروج من حالة الفقر المدقع. وفي ظل هذه الخلفية، يقدر الباحثون أن عدد سكان العالم يمكن أن يبلغ ذروته عند 8.6 مليار في عام 2050 قبل أن ينخفض إلى 7 مليارات في عام 2100.
وفي النموذج الثاني المسمى "القفزة العملاقة"، تشير التقديرات إلى أن عدد السكان سيصل إلى 8.5 مليار بحلول عام 2040، وأنه من تلك اللحظة فصاعدا، سينخفض إلى ما يقرب من 6 مليارات بحلول نهاية القرن.
ولهذا، هناك حاجة إلى "استثمار غير مسبوق" لمكافحة الفقر، لا سيما في مجالي التعليم والصحة، فضلا عن التغييرات المطلوبة في سياسات الأمن الغذائي والطاقة وعدم المساواة بين الجنسين. وبهذه الطريقة، يمكن القضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2060، ما سيكون له تأثير على اتجاهات عدد سكان العالم.
المصدر: ذي غارديان