لكن بفضل منظومة "بوله pole – 21" ( الحقل – 21) أصبح من الممكن تعطيل مسيّرة "ستريج" الأوكرانية التي حملت المتفجرات وإجبارها على السقوط.
وحسب وزارة الدفاع الروسية فإن مسيّرة "ستريج ( تو – 141) الضاربة حاولت يوم 26 مارس الجاري تنفيذ غارة جوية على منشآت في مقاطعة تولا الروسية. وتم إطلاقها من منجنيق خاص في إحدى المناطق الأوكرانية. أما نظام قيادتها فسمح بالسيطرة على حركتها ومناوراتها، وكذلك بتحقيق التحليق الأوتوماتيكي في بعض الأنظمة.
ويبلغ طولها 14 مترا، باع جناحها 4 أمتار، وزنها أكثر من 5 أطنان، وهي قادرة على التحليق بسرعة 1100 كلم/ساعة وقطع المسافة حتى 1000 كيلومتر.
وقد تم تطوير هذه المسيّرة الاستطلاعية السوفيتية التصنيع لتتحول إلى درون انتحاري يحمل قنابل شديدة الانفجار من طراز "أوفاب – 120". كما أصبح من الممكن السيطرة على تحليقها بواسطة الملاحة الفضائية والتوجيه الفضائي.
وقال المحلل العسكري الروسي أليكسيس ليونكوف إن وصول مسيّرة "ستريج" إلى مقاطعة تولا الروسية يدل على أن المستشارين من حلف الناتو استطاعوا وضع خطة معقدة لتفادي الدفاعات الجوية الروسية، لكنهم لم يأخذوا بالحساب أن الجيش الروسي يمتلك وسائل للحرب الإلكترونية بمقدورها التقاط هذه المسيّرات والتأثير عليها.
وقد جعلت منظومة "بوله – 21" مسيّرة "ستريج" الضاربة تسقط على الأرض وتنفجر، وتعتبر مواصفات محطة الحرب الإلكترونية هذه سرية. لكن من المعروف أنها قادرة على إنشاء قبة غير شفافة من التشويش لا يمكن اجتيازها. وتسمح تلك القبة الإلكترونية بأن تُنشر في منطقة مسؤولية محطة الحرب الإلكترونية حتى 100 مركز للتشويش يمتد مدى عمل كل منها إلى 50 كيلومترا.
وقال المحلل العسكري الروسي أن الجيش الروسي بدأ يتزود بمنظومات الحرب الإلكترونية هذه منذ عام 2016. وقد أثبتت تلك المنظومات فاعليتها في سوريا ومنطقة قره باغ في القوقاز. وليس بمقدور المنظومة إسكات الإشارات القادمة إلى المسيّرات فحسب بل وتشويهها وتشكيل إحداثيات كاذبة. وبمجرد أن تدخل مسيّرات ضاربة مثل "ستريج" الأوكرانية منطقة مسؤولية المنظومة الروسية للحرب الإلكترونية حتى تسقط على الأرض فورا.
المصدر: روسيسكايا غازيتا