أفادت بذلك الأحد 12 مارس وكالة "نوفوستي" الروسية. وهذا بينما لا يؤيد المجتمع العلمي مبتكرات كهذه. أما الأخصائيون في مجال المناخ فيشيرون إلى مخاطر استخدام هذا السلاح الذي يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب مناخية.
وقد نشر البيت الأبيض على موقعه الإلكتروني وثيقة توضّح الغاية من تلك التكنولوجيا حيث تنوي الولايات المتحدة "إنشاء قاعدة علمية للسيطرة على أشعة الشمس وتحقيق تدخلات سريعة أخرى بغية التصدي لمخاطر مناخية تظهر لفترة محدودة".
ويشار في هذا الصدد إلى أن ذلك سيمكّن الولايات المتحدة من التصدي لما يسمى بـ"هيمنة روسيا في مجال الزراعة".
ويشير الخبراء إلى أن الزراعة هي أكثر قطاعات الاقتصاد الأمريكي تعرضا للعوامل الخارجية، وخاصة التغيرات المناخية بسبب الحرارة والجفاف وتدهور التربة، وتتقلص في الولايات المتحدة كل عام مساحة الأراضي الصالحة للزراعة، ويمكن أن تنخفض بحلول عام 2040 الغلال في الولايات الزراعية التقليدية بنسبة 90 % حيث ستنزاح منطقة زراعة الحبوب نحو الحدود الكندية.
أما روسيا فإن الأوضاع المناخية فيها على العكس من ذلك، وهي تستفيد من ظاهرة الاحتباس الحراري. ويعتبر العلماء أن منطقة الزراعة الفعالة في سيبيريا ستتضاعف بحلول عام 2080 بما يقرب من 5 ملايين كيلومتر مربع. وستصبح روسيا أكبر دولة منتجة للقمح في العالم وستحتل حصة 20 % من السوق الحبوب العالمية.
لكن الولايات المتحدة ليست مستعدة لقبول ذلك. ويعتزم البيت الأبيض استخدام الهندسة الجيولوجية الشمسية التي تعتبر اتجاها جديدا نسبيا في العلم المعاصر. ويعمل العلماء الأمريكيون على تطوير تقنيات مختلفة لتقليل أو تحويل تدفق الحرارة الشمسية التي تؤثر على الأرض، وذلك عن طريق نشر مرايا فضائية تعكس السحب البحرية وعن طريق رش الهباء الجوي في الستراتوسفير.
ووفقا لخطة البيت الأبيض، ستقوم الطائرات أو البالونات الستراتوسفيرية برش عشرات الملايين من الأطنان من جزيئات ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي العلوي، والتي ستشكل عند تكثيفها طبقة تعكس أشعة الشمس.
لكن العلماء على يقين من أن السلطات الأمريكية تستخف بمخاطر مشاريع الهندسة الجيولوجية حيث لا يمكن لأي مشروع مناخي أن يتنبأ بدقة في كيفية تأثير التغيرات في الغلاف الجوي في جزء من الأرض على الطقس في جزء آخر منها.
المصدر: نوفوستي