ووجدت دراسة أجراها باحثون في الجامعة الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا في الصين أن إجمالي المساحة المتأثرة بنمو العوالق النباتية قد زاد بنسبة 13.2% منذ عام 2003.
وعندما تجد العناصر الغذائية من الأسمدة ومياه الصرف الصحي وتلوث الهواء وروث الماشية طريقها إلى مصادر المياه، ستتغذى العوالق النباتية على مغذياتها وتنمو.
ووجد الباحثون أيضا أن ارتفاع درجات حرارة البحر أدى إلى زيادة تكاثر الطحالب خلال العقدين الماضيين، حيث زادت المياه الدافئة من طول موسم التفتح.
وكتبوا: "العديد من تكاثر الطحالب مفيدة، حيث تثبت الكربون في قاعدة السلسلة الغذائية وتدعم مصايد الأسماك والنظم البيئية في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن تكاثر الطحالب التي تسبب الضرر، والذي يطلق عليه تكاثر الطحالب الضارة، أصبح مشكلة بيئية رئيسية في جميع أنحاء العالم".
تكاثر الطحالب هو زيادة سريعة في عدد الطحالب في نظام مائي، ويمكن أن يحدث في المياه العذبة وكذلك البيئات البحرية.
ويمكن أن يتسبب الإزهار في تغير لون الماء على مستوى السطح، فيتحول إلى اللون الأصفر أو الأحمر أو الأخضر الفاتح، كما يتضح من صور الأقمار الصناعية الجديدة.
وغالبا ما تكون نتيجة التخثث (إغناء الماء أو فرط المغذيات)، عندما يتم إثراء المسطحات المائية بالعناصر المغذية مثل الفوسفات والنترات، والتي توفر الغذاء للطحالب والنباتات الخضراء الأخرى، ما يسمح بنموها.
وتصبح العوالق النباتية ضارة عندما تستهلك كل الأكسجين المذاب في الماء، ما يؤدي إلى اختناق الأسماك والحشرات المائية، والتي بدورها تصبح مصادر مغذية هي نفسها.
وتنتج بعض أنواع الطحالب أيضا سموما حيوية يمكن أن يكون لها تأثيرات شديدة على الحياة البرية، وتساهم في هذه "المناطق الميتة" حيث لا تستطيع الحياة المائية البقاء على قيد الحياة.
وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature، استخدم الباحثون 760 ألف صورة التقطتها أقمار ناسا الصناعية من 2003 إلى 2020 لحساب منطقة المحيطات العالمية التي تغطيها الطحالب كل عام وتواتر الإزهار.
ثم قارنوا هذه البيانات بدرجات حرارة سطح البحر (SST) وكذلك مقدار تغير درجة الحرارة لكل متر، أو "التدرج المكاني لدرجة حرارة سطح البحر".
ويمكن أن يشير الاختلاف الكبير في درجة الحرارة بين منطقتين متجاورتين في المحيط، أو التدرج المكاني الكبير لدرجة حرارة سطح البحر، إلى ضعف دوران المياه.
وذلك لأن الماء الأكثر سخونة أقل كثافة من الماء البارد ويقلل من الغرق في حركة "الحزام الناقل" الطبيعية للتيارات.
نتيجة لذلك، يتم توزيع العناصر الغذائية بشكل أقل تساويا من خلال عمود الماء، وتكون العوالق النباتية قادرة على النمو في المناطق التي تتركز فيها بشكل كبير، وبشكل عام تلك الأقرب إلى السطح.
ويمكن أن تتسبب الاختلافات الكبيرة في درجات الحرارة بين المناطق المجاورة للمحيطات في حدوث اضطرابات وتسبب المزيد من العناصر الغذائية من المياه العميقة لزيادة تشجيع نمو الطحالب.
وأظهرت الخرائط أن إزهار العوالق النباتية الساحلية زاد بمقدار 1.53 مليون ميل مربع (3.97 مليون كيلومتر مربع) خلال الفترة المرصودة.
وفي عام 2020، غطت 8.6% من إجمالي مساحة المحيطات العالمية.
كما وجد أن متوسط العدد السنوي للإزهار الذي لوحظ، زاد بنسبة 59.2% بين عامي 2003 و 2020، أي ما يعادل 2.19% كل عام.
وارتبط ارتفاع وتيرة الإزهار بشكل كبير مع درجة حرارة المحيط، ما يشير إلى أن "المواسم المواتية للازدهار في هذه البحار المعتدلة امتدت تحت درجات حرارة أكثر دفئا".
وزاد تردد الإزهار أيضا مع التدرج المكاني لدرجة حرارة سطح البحر في العديد من المناطق، بما في ذلك كاليفورنيا وخليج ستيم وتيار الكناري.
ويشير هذا إلى أن التيارات المحيطية الضعيفة الناتجة عن ارتفاع درجات حرارة البحر تساهم في نمو الطحالب.
وفي جميع أنحاء الصين وإيران وفيتنام والفلبين، لاحظ الباحثون أيضا زيادة في استخدام الأسمدة خلال فترة الدراسة، ما ساهم على الأرجح في إزهار العوالق النباتية.
ويمكن قول الشيء نفسه عن الاستزراع المائي المكثف في فنلندا والصين والجزائر وغينيا وفيتنام والأرجنتين وروسيا وأوروغواي.
ويأمل الباحثون أن تساعد خرائطهم وبياناتهم على زيادة فهم الآليات التي تقود وتبدد إزهار العوالق النباتية الساحلية.
المصدر: ديلي ميل