ويعتقد الباحثون أن حقيقة كون أشخاص مختلفين يرون الحدث نفسه أو الفكرة نفسها بطرق مختلفة تماما قد تكون علامة على أن أدمغتهم تعمل بشكل مختلف.
وبدأت الدراسة المنشورة في Science Advances في أوائل فبراير بفرضية أن النظريات السابقة كانت تفتقد بعض العوامل الرئيسية عندما افترضت أن الاستقطاب السياسي هو نتيجة لاستهلاك الأشخاص للمعلومات من منافذ إخبارية انتقائية. واقترح فريق من الباحثين من جامعة براون في بروفيدنس، رود آيلاند، أن تشكيل آراء سياسية راسخة قد يبدأ في مرحلة مبكرة.
ولإثبات وجهة نظرهم، قام علماء الأعصاب الأمريكيون بتجنيد مجموعة من 44 فردا، مع تمثيل متساو لليبراليين والمحافظين.
وعُرضت على المشاركين كلمات مفردة، مثل "الهجرة" أو "الإجهاض" وطُلب منهم تحديد ما إذا كانت الكلمة سياسية أم غير سياسية. بعد ذلك، طُلب منهم مشاهدة "مقطع إخباري محايد اللهجة عن الإجهاض ومناقشة ساخنة لنائب الرئيس عام 2016 حول وحشية الشرطة والهجرة". وكانت أدمغتهم تخضع لتصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) أثناء التجربة.
وبعد دراسة أنشطة الدماغ استجابة للعديد من المحفزات الخارجية، خلص الباحثون إلى أن "الأفراد الذين يتشاركون أيديولوجية ما " لديهم خلايا عصبية تتفاعل مع الكلمات المشحونة سياسيا بطريقة مماثلة. ووفقا للدراسة، فإن أدمغتهم تستجيب أيضا لمقاطع الفيديو السياسية التحريضية بطريقة موحدة بشكل لافت للنظر.
وأشارت الدراسة إلى أن التأثير يكون بارزا بشكل خاص عند تقديم أعضاء المعسكرات السياسية المتعارضة بمفاهيم مجردة أو أشياء لها تعريفات متعددة، مثل كلمتي "الحرية" و"أمريكي".
وقال الباحثون: "من الناحية العصبية، سينعكس هذا من خلال مشاركة المحافظين في نمط واحد من النشاط العصبي عند معالجة "كلمة معينة"، ومشاركة الليبراليين الذين يظهرون نمطا عصبيا مختلفا".
وأوضحت أوريل فيلدمان هول، الأستاذة المشاركة في العلوم المعرفية واللغوية والنفسية وأحد معدي الدراسة: "يمكنك التفكير في الأمر على أن الدماغ يمثل الكلمة عن طريق إطلاق الخلايا العصبية بطريقة معينة".
وأضافت أن العملية يمكن وصفها بأنها "بصمة عصبية" ترمز لمفهوم تلك الكلمة داخل الدماغ.
ووفقا لفيلدمان هول، يمكن أن يؤدي هذا "الحساب الآلي" للعوامل العصبية الكامنة وراء الاستقطاب السياسي إلى اكتشاف طرق محتملة لمواجهتها.
المصدر: RT