وتشير مجلة BMJ Global Health إلى أنه وفقا للباحثين "أدى تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية وعلاج المرضى بطرق غير صحيحة في الظروف الميدانية وارتفاع مستوى التلوث البيئي وتلوث أجساد المرضى بأيونات المعادن الثقيلة والظروف غير الصحية وغير ذلك من عواقب الحرب، إلى انتشار واسع لـ "البكتيريا الخارقة" في العراق أولا ومن ثم في جميع أنحاء المنطقة والعالم ككل".
يذكر أن علماء الأحياء رصدوا خلال العشرين عاما الماضية ظهور عشرات من سلالات الميكروبات المقاومة لمضاد حيوية معين أو عدة أنواع من مضادات الحيوية. وقد ظهرت هذه الأنواع كنتيجة للاستخدام غير المنضبط لمضادات الحيوية في الطب ومزارع تربية الماشية، وكذلك نتيجة رمي العقاقير في مياه الصرف الصحي في المناطق الحضرية والصناعية ووصولها إلى النظم البيئية الطبيعية.
وكان سبب اهتمام الفريق العلمي الدولي الذي ترأسه الدكتور أنطوان أبو فياض من الجامعة الأمريكية في بيروت هو انهيار الحكومة المركزية في العراق والاختفاء شبه الكامل لنظام الرعاية الصحية المتطور جدا الذي كان موجودا في العراق لغاية الغزو المريكي عام 2003.
وبالإضافة إلى ذلك كان الأطباء خلال العمليات العسكرية يستخدمون مضادات الحيوية على نطاق واسع. كما أن البيئة العراقية تشبعت بأيونات المعادن الثقيلة السامة للميكروبات، الموجودة في القذائف والصواريخ والوقود .
ووفقا لأبو فياض، كل هذا يشير إلى ضرورة إجراء دراسات شاملة ومفصلة عن تأثير الحروب الطويلة في ظهور وانتشار "البكتيريا الخارقة"، من أجل كبح أو إبطاء تطورها، وانقاذ حياة الملايين في العالم.
المصدر: تاس