إلا أن حماس رجال دباباتنا لا يقل شدة في انتظار تلك المعدات الثقيلة الأجنبية.
ومن المعلوم أن ميدان تجربة المدرعات يقع في بلدة (كوبينكا) في ضواحي موسكو حيث يوجد كذلك متحف فريد من نوعه جمع بين نماذج الدبابات كلها عمليا في القرن الـ20. وهناك دبابات بريطانية وأمريكية وألمانية وغيرها، لكن دبابات "أبرامز" الأمريكية و"ليوبارد" الألمانية و" Challenger – 2" البريطانية و"ليكلارك" الفرنسية غائبة عن هذا المتحف وربما ستظهر قريبا.
يذكر أن دبابات الناتو، شأنها شأن الدبابات السوفيتية، تم تطويرها كدبابات هجومية مخصصة لاختراق الجبهة في حال نشوب حرب بين حلف الناتو ومعاهدة وارسو.
وركّز المهندسون الغربيون عند تطويرها على قدرتها التهديدية.
وكقاعدة عامة تبدو تلك الدبابات ضخمة وذات أبعاد كبيرة ووزن هائل يفوق 60 طنا. لكنها تتحول بضخامتها سريعا إلى هدف جيد بالنسبة إلى المدفعية والدبابات والمسيرات الروسية. أما دباباتنا فهي ذات ارتفاع أصغر وقابلة أكثر للمناورة السريعة وأنيقة وحتى جميلة، وعلى كل حال لا تبدو مرعبة ومخيفة.
واتضح إن مثل هذه المدرعات تتفق مع شروط العصر الجديد. وإنها قادرة على اختراق أي دفاعات مهما كانت متينة عند استخدامها بعدد كبير. كما إنها قادرة على خوض المعركة في ظروف المدينة، أما "أبرامز" و" ليوبارد" فإنها عاجزة بضخامتها عن تحقيق ذلك.
وفي الحرب الوطنية العظمى أحضر النازيون إلى منطقتي كورسك ودونباس دبابات "تيغر" (النمر) التي بدت لأول وهلة مهددة ومرعبة بضخامتها ووزنها الهائل والصليب الأبيض على دروعها. لكن الجنود السوفيت تدربوا سريعا على التصدي لها.
ولا شك أن دبابات النانو لن تبقى طويلا على قيد الحياة في منطقة دونباس بطينها الأسود الذي يمنع أية معدات ثقيلة من الحركة ويجعلها تراوح في مكانها. ولا شك أيضا أنها ستدمّر سريعا أو ستغتنم وسترسل إلى متحف الدبابات في في ضواحي موسكو.
المصدر: روسيسكايا غازيتا