وتشير مجلة Science Advances، إلى أن هذا التقويم وضع قبل فترة طويلة من وصول الأوروبيين إلى هذه المناطق. ويطلق الخبراء على هذا النظام اسم "تسولكين" (عد الأيام- بلغة شعب الكيش). وقد ساعد هذا التقويم المقدس المتكون من 260 يوما المايا على ممارسة الزراعة واتخاذ قرارا ت سياسية مهمة وممارسة الطقوس الدينية.
واتضح أن أيام التقويم يحددها ترتيب النجوم، حيث وفقا لها كانت المايا تبني المباني واستخدمتها في جعل التضاريس الأرضية شبيهة بـترتيب النجوم في السماء. وكان الكهنة يساعدون الناس على العيش وفقا للتقويم، حيث كانوا يحددون مرور الوقت باستخدام مجموعات من 13 رقما و 20 رمزا ، في نفس التسلسل دائما.
ولكن لم يحدد منذ متى بدأ سكان الأمريكتين باستخدام هذا التقويم الزمني. وكان أول دليل على استخدام المايا لهذا التقويم، هو لوحة جدارية مع جزء من الكتابة الهيروغليفية عثر عليها في غواتيمالا يعود تاريخها إلى 300 سنة قبل الميلاد. ولكن هذه اللوحة تعطي صورة غير متكاملة عن تاريخ المنطقة.
و لكن إيفان شبرايتز، عالم الآثار السلوفيني استمر في البحث عن إثباتات أكثر موثوقية، باستخدام أشعة الليزر في رسم الخرائط. وقد ساعده هذا على اكتشاف معالم تاريخية وهياكل قديمة وتحديد مواقعها بدقة، حتى في الغابات الكثيفة. ونتيجة لذلك تبين أن التقويم يعود إلى 1100 عام قبل الميلاد، أي أقدم بثمانية قرون مما كان يعتقد سابقا.
وفي عام 2020 استخدم عالم الاثار تاكيسي إنوماتا من جامعة أريزونا اشعة الليزر في مسح الساحل المكسيكي، واكتشف حوالي 500 معلم قديم.
وبعد ذلك تعاون العالمان على تحليل هذه الهياكل فاتضح أن اتجاه معظمها من الشرق إلى الغرب، وأن حوالي 90 بالمئة منها لها نقاط معمارية تقابل شروق الشمس في تواريخ محددة، وبصورة خاصة 11 فبراير و29 أكتوبر وفق التقويم الغريغوري، حيث بين التاريخين 260 يوما، كما في تقويم تسولكين.
ويتوافق اتجاه المعالم الأخرى مع شروق الشمس ، ومضاعفات 13 أو 20 يوما، والتي تعكس 13 رقما و 20 رمزا لنظام تقويم تسولكين. وهذه تتوافق مع الاعتدالات والانقلابات. كما يتوافق اتجاه بعض المجمعات أيضا مع دورات كوكب الزهرة والقمر، ما يساعد على تحديد مواسم الأمطار ومراحل زراعة الذرة ، المحصول الرئيسي للمايا.
المصدر: فيستي. رو