فقد طور علماء من معهد كارولينسكا السويدي هلاما باستخدام مركبات ليفية دقيقة تسمى الكيتوزان، وتوجد في الهياكل الخارجية للكائنات البحرية والروبيان وسرطان البحر.
وبمجرد وضع الهلام، فإنه يعمل مدى عدة ساعات على تقوية الحاجز المخاطي لعنق الرحم لمنع الحمل دون تلك الآثار الجانبية التي تسببها خيارات تحديد النسل التقليدية والتي تكون فعالة بنسبة 91 إلى 99%.
وعلى عكس موانع الحمل الحالية، قال الفريق إن ابتكارهم لا يسبب الآثار الجانبية غير المرغوب فيها التي تحول دون استخدام النساء أحيانا مثل هذه العلاجات.
وقال توماس كروزير، مهندس المواد الحيوية في المعهد الملكي للتكنولوجيا KTH في السويد والمعد المشارك للدراسة الجديدة، في بيان: "يمكن استخدام مواد هلامية مثل هذه في ثوان. لنتخيل أن منتجا كهذا يجب أن يكون قابلا للاستخدام من ثوان إلى بضع ساعات قبل الجماع. ويمكن أن يستمر التأثير لساعات، لكنه يتضاءل بمرور الوقت حيث يتم استبدال حاجز المخاط بشكل طبيعي".
وأوضح الفريق أنه أثناء إجراء الاختبار على الأغنام فقط، تبين أن الكيتوزان له تأثير مماثل في الاختبارات المعملية باستخدام مخاط عنق الرحم البشري والحيوانات المنوية.
وتتكون موانع الحمل الهرمونية، والتي تشمل الغرسات والحبوب والحقن والبقع الجلدية، من الإستروجين والبروجسترون.
ويمنع هرمون البروجسترون حدوث تقلصات عضلية في الرحم ما يؤدي إلى رفض جسم المرأة للبويضة.
ولكن مع ذلك، فإن هذه الهرمونات تسبب الصداع والإسهال وحتى آلام العظام.
واستبدلت KTH الهرمونات بالكيتوزان، والسكر الموجود في الهيكل العظمي الخارجي الذي يقلل الدهون والكوليسترول الذي يمتصه الجسم من الأطعمة.
كما أنه يساعد على تجلط الدم عند وضعه على الجروح.
ويجمع الهلام الوقائي غير الهرموني الجديد بين البروتينات المخاطية المسماة mucin والكيتوزان، فتعمل على زيادة سماكة مخاط عنق الرحم مؤقتا بحيث يصعب على الحيوانات المنوية المرور.
وقال كروزير إن الآلية تستغل القدرة الطبيعية لمخاط عنق الرحم كحاجز يعزل المهبل - حيث تتكاثر البكتيريا - عن الرحم والجهاز التناسلي العلوي.
وينظم مخاط عنق الرحم أيضا حركة الحيوانات المنوية.
وفي الفترة التي سبقت الإباضة، يصبح حاجز المخاط بمثابة حارس بوابة أكثر انتقائية، ما يجعل الاستثناءات لاختيار الحيوانات المنوية في الرحم.
وتعد جزيئات الكيتوزان عبارة عن مادة لاصقة مخاطية، ما يعني أنها تتفاعل مع الهلام المخاطي الموجود في قناة عنق الرحم. ومن خلال التفاعل مع هلام مخاط عنق الرحم، يغلق الكيتوزان مسام الهلام ويجعل من المستحيل على الحيوانات المنوية اختراقه.
المصدر: ديلي ميل