وتشير مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences (PNAS) ، إلى أن البحارة منذ أن اكتشفوا أمريكا الجنوبية، ادركوا ان العواصف في تلك المناطق هي أقوى من عواصف النصف الشمالي. وهذا ما تمكن الباحثون من تأكيده بواسطة الأقمار الصناعية، حيث أظهرت نتائج الدراسات والمتابعة أن قوة العواصف في النصف الجنوبي اقوى بنسبة 24 بالمئة مقارنة بالعواصف في النصف الشمالي. ولكنهم لم يتمكنوا من تحديد السبب.
ومن اجل تحديده، جمع الخبراء معلومات شاملة من الأقمار الصناعية ونتائج المتابعة كذلك النظريات المتوفرة ووحدوها في نموذج مناخي. وبعد ذلك حذفوا المتغيرات المختلفة وحددوا تأثير كل منها في العواصف.
وكانت التضاريس الأرضية "الطوبوغرافيا" هي المتغير الأول: سلاسل الجبال الكبيرة تعيق تدفق التيارات الهوائية، ما يقلل من العواصف. وفي النصف الشمالي سلاسل جبلية كبيرة وعديدة. وعندما أزال الباحثون هذه السلاسل في النموذج، اختفى نصف الفرق في قوة العواصف بين نصفي الكرة الأرضية.
وتبين أن النصف الآخر مرتبط بالتيارات في المحيطات: يتحرك الماء حول الكرة الأرضية مثل حزام ناقل بطيء الحركة ولكنه قوي. ينحدر من القطب الشمالي، ويمر عبر قاع المحيط، ويرتفع بالقرب من القارة القطبية الجنوبية، ثم يتحرك بالقرب من السطح. و هذا يخلق فرقا بين نصفي الكرة الأرضية. فعندما أزال العلماء هذا التدفق من النموذج، لاحظوا اختفاء النصف الثاني من الاختلافات في شدة العاصفة.
و بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون بعد تحليل بيانات المتابعة خلال العقود الأخيرة، زيادة عدم تماثل العواصف مقارنة بالثمانينيات. أي أن نصف الكرة الجنوبي أصبح أكثر نشاطا، في حين كانت التغيرات طفيفة، في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
ووفقا للباحثين، يعود السبب إلى التغيرات المحيطية في نصف الكرة الجنوبي، التي يحدث مثلها في النصف الشمالي. و لكن هذا التأثير في النصف الشمالي يقابله امتصاص أشعة الشمس بسبب ذوبان الجليد البحري والثلج.
المصدر: لينتا. رو