وسيكون البدر، يوم الأربعاء 7 ديسمبر، على مقربة من المريخ اللامع خلال حدث يُعرف باسم الاحتجاب القمري. ويوم الخميس الموالي، سيكون المريخ في "المقابلة" (وجود جرمين سماويين في الجهة المقابلة لبعضهما البعض عند رصدهما من الأرض)، ما يعني أنه في سماء الأرض، سيتم العثور على المريخ مقابل الشمس مباشرة.
وتتزامن هذه الأحداث أيضا مع اقتراب المريخ من الحضيض (أقرب نقطة له إلى الأرض)، الذي حدث في 30 نوفمبر.
وهذه الأحداث الفلكية مجتمعة، تمنحنا في الواقع، رؤية رائعة للمريخ في سماء الليل خلال هذا الأسبوع، حيث يظهر أكبر وأكثر إشراقا من المعتاد، ما يجعل من السهل اكتشافه بجوار "القمر البارد"، وهو الاسم الأكثر شيوعا لبدر شهر ديسمبر.
ولن تحول ظروف الطقس السيئ دون رؤية هذا الحدث، لأن هناك الكثير من الفرص لرؤية المريخ في أفضل حالاته هذا الأسبوع بفضل العديد من عمليات البث المباشر المجانية عبر الإنترنت.
وفي أجزاء كثيرة من أمريكا الشمالية وأوروبا وبعض الأجزاء من شمال إفريقيا، سيكون الاحتجاب القمري مرئيا في سماء الليل في 7 ديسمبر و8 ديسمبر.
ويبدأ المشهد بعد نحو ساعة من غروب الشمس في كوكبة برج الثور في 7 ديسمبر لمراقبي السماء في أمريكا الشمالية، حيث يقترب البدر والمريخ من بعضهما البعض (في أوروبا، سيحدث هذا قبل شروق شمس يوم 8 ديسمبر). واعتمادا على موقع الشخص، سيختفي الكوكب الأحمر بعد ذلك خلف القمر قبل أن يعاود الظهور بعد ساعة.
ويستخدم مصطلح الاحتجاب في علم الفلك لوصف حجب جرم سماوي جرما سماويا آخر، ويحدث الاحتجاب عندما يمر الجرم السماوي أمام جرم آخر من منظور المراقب.
وفي حالة الاحتجاب القمري للمريخ هذا الأسبوع، فهذا يعني أنه من الأرض، سيظهر القمر ليخفي أو "يغطي" الكوكب الأحمر. وبالنسبة للعديد من المشاهدين، سيختفي المريخ خلف القمر لمدة ساعة تقريبا قبل أن يعود للظهور مرة أخرى.
وأوضحت وكالة ناسا أن "القمر يمر أمام الكواكب في سماء الليل عدة مرات في السنة. وفي الواقع، إنه يحجب المريخ نفسه، بشكل عام، مرتين على الأقل كل عام. ولكن كل حالة احتجاب تكون مرئية فقط في جزء صغير من سطح الأرض".
وبالإضافة إلى أن رفيق الأرض السماوي سيحجب كوكب المريخ مؤقتا، سيكون بدر ليلة الأربعاء آخر قمر مكتمل في عام 2022.
ويُشار عادة إلى القمر الكامل لشهر ديسمبر باسم "القمر البارد" نسبة إلى الجو البارد الذي يجلبه معه، بحسب القبائل الأمريكية الأصلية.
وللقمر الكامل لشهر ديسمبر اسماء أخرى، من قبيل "قمر الثلج" و"القمر صانع الشتاء" و"قمر الصقيع المتجد".
وأوضح علماء الفلك أنه عندما تحدث "المقابلة" يوم الخميس، فهذا يعني أن المريخ والأرض والشمس جميعهم في خط مستقيم، والأرض في المنتصف. وهذا الترتيب يعني أن الكوكب هو حرفيا في موقع مقابل للشمس، ومن هنا جاء مصطلح "المقابلة"، ما يجعل الكوكب الأحمر يبدو مضاء بشكل ساطع من نقطة رؤيتنا على الأرض.
وعندما يكون الكوكب الأحمر في المقابلة، يكون أكثر سطوعا من المعتاد، وبالتالي تسهل رؤيته في سماء الليل.
وخلال حدث "المقابلة" هذا الأسبوع، سيكون كوكب المريخ عند أقرب نقطة له إلى الأرض مما سيكون عليه حتى عام 2033.
ويشار إلى أن شهر ديسمبر الجاري سيشهد المزيد من الأحداث الفلكية المميزة، حيث أنه في ليلة 13 ديسمبر حتى الساعات الأولى من يوم 14 ديسمبر، ستشهد سماء الليل ذروة زخات شهب التوأميات، والتي تتوقع ناسا أن تنتج ما يقارب 100-150 نيزك في الساعة، على الرغم من أن القمر في مرحلة "الأحدب المتناقص"، سيجعل من الصعب رؤية معظم الزخات، وبالتلي يمكن فقط رصد 30-40 شهبا مرئيا في الساعة في الذروة في نصف الكرة الشمالي، اعتمادا على ظروف السماء. لكن التوأميات ساطعة للغاية لدرجة أنه يفترض أن نشهد هناك عرضا مسائيا رائعا.
المصدر: سبيس + ناسا