ويقول علماء الآثار إن هذا قد يكون أقدم مقبرة معروفة في مصر تتماشى مع الانقلاب الشتوي.
تم بناء المقبرة بالقرب من أسوان الحديثة، خلال عهد الأسرة الثانية عشرة في مصر، وهي جزء من فترة زمنية تسمى أحيانا "المملكة الوسطى" التي ازدهرت فيها مصر.
وكتب باحثون في دراسة نُشرت في يوليو في مجلة البحر الأبيض المتوسط للآثار والقياسات الأثرية، إنها تقع في مقبرة قبة الهوى. ففي العصور القديمة، نهب سارقو القبور Graverobbers العديد من القطع الأثرية الموضوعة في المقبرة، بما في ذلك مومياوات الحكام. واسم الوالي الذي بنى القبر في الأصل غير معروف، بينما الحاكم الآخر المدفون هناك يدعى حقيب الثالث حسب نقش وجد في القبر وفي السجلات التاريخية.
وكان كلا الحاكمين مسؤولين عن بلدة إلفنتين القريبة، وإن كان ذلك في أوقات مختلفة، وأشار الفريق في بيان إلى أن مصلى القبر يحتوي على مكان مخصص في الأصل لاحتواء تمثال للحاكم الذي بنى القبر، كما كتب الفريق في الدراسة.
ولم يكتمل القبر والتمثال أبدا، كما قال المعد المشارك في الدراسة أليخاندرو خيمينيز سيرانو، عالم المصريات وعالم الآثار بجامعة جيان في إسبانيا، لـ "لايف ساينس" في رسالة بالبريد الإلكتروني. وقال سيرانو، مدير الحفريات التي قام بها الفريق في الموقع، إن الفريق "عثر خارج المقبرة على تمثال غير مكتمل" كان من المفترض أن يكتمل ويوضع في المحراب، مشيرا إلى أنه ليس من الواضح سبب ترك القبر غير مكتمل.
وتم بناء مدخل الكنيسة بطريقة تسمح لأشعة الشمس بالدخول وإضاءة الكنيسة خلال الانقلاب الشتوي، والذي يحدث سنويا في 21 ديسمبر أو 22 ديسمبر. وكان التمثال والكنيسة في الضوء أثناء شروق الشمس في كل انقلاب شتوي، وهو اليوم الذي تكون فيه ساعات النهار قليلة. وأشار الباحثون إلى أنه قد يكون أقدم مقبرة معروفة في مصر تتماشى مع الانقلاب الشتوي.
وقال الباحثون إن الانقلاب الشتوي كان له معنى مهم بالنسبة للمصريين القدماء. إذ يمثل بداية الانتصار اليومي للضوء على الظلام ، ويبلغ الضوء ذروته في الانقلاب الصيفي، وهو أطول يوم على سطح الأرض.
وعلاوة على ذلك، كان يُنظر إلى الانقلاب الشمسي على أنه لحظة تجديد. وأضاف خيمينيز-سيرانو: "بعد الانقلاب الشتوي، تبدأ الأيام في أن تكون أطول، وهو ما تم تفسيره على أنه ولادة جديدة. وتم نقل هذا المفهوم إلى العالم المادي المتجسد تحديدا إلى التمثال الذي يمثل الحاكم الميت".
اكتشف عالم المصريات السير إرنست ألفريد طومسون واليس بودج المقبرة لأول مرة في عام 1885، ولكن لم يتم التنقيب فيها حتى بين عامي 2008 و2018، عندما اكتشفها فريق من جامعة جيان. وبعد التنقيب، فحص علماء المصريات هندسة المقبرة، بحثا عن أي محاذاة فلكية.
واستخدم الفريق البيانات التي تم الحصول عليها من بنية المقبرة إلى جانب النمذجة الافتراضية لمعرفة كيف تغير الضوء في المعبد على مدار العام.
وقال خيمينيز سيرانو إن الفريق يقوم بفحص مدافن أخرى في المقبرة لمعرفة ما إذا كان هناك أي مدافن أخرى موجهة نحو شروق الشمس في فصل الشتاء.
المصدر: لايف ساينس