وتشير مجلة Scientific Reports، إلى أن كلاوديا نوترنيكولا، نائبة مدير مركز Eurac للبحوث أكدت هذه المسألة وتقول، " أكدت قياساتنا، ما أشارت إليه التقييمات السابقة لزملائنا، حيث يستمر تقلص مساحة الغطاء الثلجي في جبال العالم باستثناء بعضها. ونتيجة لذلك انخفض متوسط عمر الثلوج في الجبال بمقدار 15 يوما".
وتجدر الإشارة، إلى أن المناطق القطبية والجبال أصبحت أولى "ضحايا" الاحترار العالمي، حيث ارتفع متوسط درجات الحرارة في هذه المناطق بمقدار 4-9 درجات مئوية عما كانت عليه في القرون الماضية، وهذا سيؤدي مستقبلا إلى تقلص حاد في مساحة الغطاء الجليدي.
وقد ركز الباحثون اهتمامهم على كيفية تأثير الاحترار العالمي ليس فقط في حالة طبقة الجليد الجبلية، بل وأيضا على الغطاء الثلجي الذي يلعب دورا مهما في تغذية هذه الكتل الجليدية، وكذلك معظم الأنهار الجبلية والخزانات الأخرى. للإجابة عن هذا السؤال، حلل علماء المناخ الإيطاليون عدة آلاف من الصور لكافة سلاسل الجبال الأكثر أهمية في العالم، التي التقطت خلال أعوام 2000- 2020 باستخدام معدات MODIS المثبتة على متن القمرين الصناعيين أكوا وتيرا التابعين لناسا. وقد وضع الباحثون باستخدام هذه الصور، نموذجا حاسوبيا يوضح كيف تغير الغطاء الثلجي للجبال منذ عام 1982.
وأظهرت حسابات الباحثين، أن مساحة الغطاء الثلجي تقلصت خلال الأربعين عاما الماضية بمقدار 3.6 بالمئة. ولكن عند أخذ أشهر الشتاء بالاعتبار فقط، اتضح أنها تقلصت بنسبة 11.5 بالمئة. وينطبق هذا بشكل خاص على جبال المناطق المعتدلة في كندا وأوراسيا، حيث انخفض متوسط مساحة الثلوج فيها بنسبة 8.2 بالمئة و أكثر.
ووفقا لهذه النتائج، اتضح أن العمر المعتاد للثلج في الجبال انخفض بأكثر من أسبوعين. وهذا له تأثير سلبي محدد في توازن المياه على الأرض وبقاء النباتات والحيوانات الجبلية التي تستخدم الثلج كمصدر للرطوبة وكوسيلة للحماية من درجات الحرارة المحيطة المنخفضة.
واكتشف علماء المناخ في الوقت نفسه، أن مساحة الثلوج وعمرها في بعض سلاسل الجبال، ولا سيما في كامتشاتكا وبامير ونوفايا زيمليا، قد ازدادت بشكل ملحوظ. لذلك يخططون لمعرفة سبب هذه الظاهرة، وكيف ستؤثر هذه الحالات الشاذة على عمل النظم المائية والأنظمة البيئية لهذه الجبال.
المصدر: tass