ويشير المكتب الإعلامي لوزارة التعليم والعلوم الروسية، إلى أن العلماء يعتقدون أنه نتيجة للارتفاع الكبير في مستوى سطح البحر قبل أكثر من 6000 عام، أضطر سكان هذه المستوطنات لترك مساكنهم واللجوء إلى أماكن آمنة.
ووفقا للفريق العلمي من الجامعة برئاسة ألكسندر جولنيكوف، من قسم التاريخ الوطني. الذي اكتشف هذه الآثار، إن ما يدل على أن السكان تركوا هذه المستوطنات، هو العثور على أدوات وأوان منزلية تحت طبقة الرمال البحرية السميكة، تركها أصحابها بصورة مفاجئة.
ويقول جولنيكوف، "عثر علماء الآثار السوفيت في ثلاثينيات القرن الماضي على مستوطنة بالقرب من النقوش الصخرية، كانت مغطاة بالرمال البحرية، واعتقدوا حينها أنها بسبب فيضان محلي. أما نحن فقد اكتشفنا موقعين آخرين للناس القدماء، عثرنا فيهما على أوان خزفية مغطاة برمال البحر. ربما تركها أصحابها على عجلة من أمرهم وغادروا المناطق التي غمرتها المياه".
ويضيف موضحا، حاليا لا يمكن الحديث عن طوفان قديم شامل. ولكن يبدو أن المياه غمرت المنطقة بسرعة كبيرة، وقد يكون السبب تغيرات في المناخ العالمي.
ووفقا له، سوف تركز الدراسات اللاحقة على تحديد حجم هذا الطوفان، حيث قد تكون مفيدة ليس فقط لعلماء الاثار والمؤرخين، بل ولعلماء المناخ أيضا. لأنه من أجل التنبؤ بالتغيرات المناخية من الضروري وجود صورة متكاملة للتغيرات المناخية التي حدثت في الماضي.
ويقول، "اكتشفنا أواني عليها نقوش معينية الشكل، وأخرى عليها نقوش على شكل أقواس وهذه مصدرها ما وراء الأورال، فكيف وصلت إلى كاريليا. أي أن هذه المسألة بحاجة إلى دراسة وحل. ولكن يمكن الإشارة إلى وجود اتصالات بين قبائل هذه المنطقة وقبائل جبال الأورال. كما عثرنا على عدد كبير من رؤوس السهام المصنوعة من حجر الصوان، التي جلبت من منطقة دفينا الشمالية (أرخانغلسك الحالية) التي تبعد مئات الكيلومترات عن منطقة بيلومورسك".
واتضح للباحثين، أن أماكن رسم النقوش هي ملاذات منزلية وعائلية. لم ينشئ القدماء مستوطنات قريبة جدا من المراكز الدينية القبلية المشتركة. وأن هذه الرسومات أدت وظيفة سحرية - حيث استخدمت في الصيد و صيد الأسماك.
وقد عثر الفريق العلمي على أكثر من 2500 نقش صخري في منطقة بيلومورسكي في كاريليا، والرسم الأكثر شيوعا هو القارب، نظرا لأن الناس القدامى كانوا يبحرون إلى الجزر المجاورة، وكانت هذه الرسوم بمثابة تعويذة.
ويختتم جولنيكوف حديثه ويقول، ستساعد دراسة شاملة للاكتشافات الأثرية في إعادة بناء تاريخ هجرات القبائل خلال القرنين السادس والخامس قبل الميلاد في مناطق شمال روسيا، وتحديد العمليات المناخية الهامة في ذلك الوقت.
المصدر: نوفوستي