وقال العلماء إنه من برشلونة إلى تل أبيب، تشهد المدن المطلة على البحر الأبيض المتوسط ارتفاعات استثنائية في درجات الحرارة تتراوح من 3 درجات مئوية إلى 5 درجات مئوية، وتسجل معدلات أعلى من المعدل الطبيعي لهذا الوقت من العام. كما تجاوزت درجات حرارة الماء 30 درجة مئوية في بعض الأيام.
وأوضح العلماء أن موجات الحرارة البحرية تحدث بسبب تيارات المحيطات التي تتكون من مناطق من الماء الدافئ. ومثل نظيراتها على الأرض، فإن موجات الحرارة البحرية أطول وأكثر تواترا وشدة بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
وقال جيل ريلوف، عالم الأحياء البحرية في معهد أبحاث علم المحيطات والبحيرات في إسرائيل، وأحد مؤلفي الورقة البحثية، إن المياه قبالة إسرائيل وقبرص ولبنان وسوريا هي "بالتأكيد النقطة الأكثر سخونة في البحر الأبيض المتوسط"، مبينا أن متوسط درجات حرارة البحر في الصيف يزيد باستمرار عن 31 درجة مئوية.
وحذر من أن إن ارتفاع درجة حرارة البحر يدفع العديد من الأنواع المحلية من الكائنات البحرية إلى حافة الهاوية، مبينا أن ما يشهده هو وزملاؤه فيما يتعلق بفقدان التنوع البيولوجي هو ما يتوقع حدوثه غربا في البحر الأبيض المتوسط باتجاه اليونان وإيطاليا وإسبانيا في السنوات القادمة.
وعلى الرغم من أنه يمثل أقل من 1٪ من مساحة سطح المحيطات العالمية، إلا أن البحر الأبيض المتوسط هو أحد الخزانات الرئيسية للتنوع البيولوجي البحري، حيث يحتوي على ما بين 4٪ و18٪ من الأنواع البحرية المعروفة في العالم.
وكشف العلماء أن موجات الحرارة البحرية قد تكون لها أيضا عواقب وخيمة على البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط وعلى أكثر من 500 مليون شخص يعيشون هناك، إذا لم يتم التعامل معها قريبا، محذرين من أنه سيتم استنفاد مخزون الأسماك وستتأثر السياحة سلبا، حيث يمكن أن تصبح العواصف المدمرة أكثر شيوعا على الأرض.
المصدر: AP