ويشير يوري كوليشوف، رئيس قسم التاريخ العسكري في متحف "ميدان كوليكوفو"، في حديث لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء، إلى أهمية هذا الاكتشاف.
ووفقا له، وقعت المعركة بالقرب من ملاذكرد يومي 25-26 أغسطس عام 1071 ، ألحق خلالها السلاجقة الأتراك خسائر فادحة بالبيزنطيين، على الرغم من تفوقهم عدديا. وتمكن السلاجقة من أسر الإمبراطور البيزنطي رومان الرابع ديوجين، الذي حافظ على حياته مقابل تنازله عن مساحات إقليمية واسعة للسلاجقة.
ويذكر أن مكان ومسار المعركة بقي مجهولا خلال فترة طويلة، لذلك كانت موضع نقاش مستمر بين الباحثين. وقد عرضت نتائج المرحلة الأولى من المشروع الوطني التركي المكرس للبحث عن مكان المعركة، على المجتمع العلمي الدولي في مؤتمر انعقد في متحف "ميدان كوليكوفو".
ووفقا للعلماء، بدأت عمليات الحفر والتنقيب في منتصف صيف عام 2021 ، حيث عثر الباحثون خلالها على 336 قطعة أثرية معدنية، بينها رؤوس سهام ورماح وحدوات ومسامير وقطع نقدية معدنية وصلبان.
ويقول كوليشوف، "لم تدرس الشؤون العسكرية للبيزنطيين والأتراك خلال الألفية الأولى وبداية الألفية الثانية بعد الميلاد بصورة جيدة وواسعة. لذلك يأمل العلماء أن تكشف عمليات الحفر والتنقيب في أرض المعركة عن معلومات كثيرة، مع العلم سيكون من الصعب نسب الاكتشافات بصورة صحيحة، لأن علماء الآثار ببساطة لا يعرفون على وجه اليقين نوع الأسلحة والمعدات التي كانت تستخدمها هذه الحضارات في ذلك الوقت".
ومن جانبه يشير رئيس فريق البحث عالم الآثار التركي عدنان تشيفيك إلى أن عمليات الحفر تجري في أرض مساحتها 150 كيلومترا مربعا، ويأمل الباحثون العثور على موقع معسكري الطرفين، التي تكون عادة غنية بالقطع الأثرية.
ويضيف كوليشوف، "لقد قوضت هذه المعركة قوة الإمبرطورية البيزنطية، وفتحت الطريق للأتراك نحو آسيا الصغرى. كما أنها أصبحت حافزا للحملات الصليبية، لأنها تسببت في فقدان المسيحيين للسلطة في الشرق الأوسط".
ومن المنتظر أن يرسم علماء الآثار خريطة للاكتشافات خلال عمليات التنقيب، تسمح بالحصول على تفاصيل جديدة غير مذكورة في المصادر المكتوبة في العصور الوسطى.
المصدر: نوفوستي