والآن، أكد الباحثون في دراسة جديدة أن الحدث الكارثي، المسمى بـChicxulub، وقع في ربيع نصف الكرة الشمالي.
وفحصوا عظام ستة أسماك نفقت بعد أقل من 60 دقيقة من اصطدام الكويكب، وتم استعادتها من موقع أحافير تانيس في داكوتا الشمالية.
وتؤكد الدراسة الجديدة النتائج التي نشرها العام الماضي فريق من جامعة مانشستر، والذي وجد أيضا أن الحدث وقع في يوم ربيعي.
وحتى الآن، لم تضع أي دراسة الحدث في أي وقت آخر من العام غير ربيع نصف الكرة الشمالي (وخريف نصف الكرة الجنوبي).
وفي الدراسة الجديدة، درس الباحثون عظام ستة أسماك لتقدير وقت اصطدام الكويكب الذي قتل الديناصورات.
وقالت معدة الدراسة الدكتورة ميلاني ديورنغ من جامعة أوبسالا لـ MailOnline: "الأسماك ذات الدم البارد لها عظام نمت إلى حد كبير مثل الأشجار، وتضيف طبقة جديدة كل عام". حللنا هذه الطبقات في أقسام رفيعة وحددنا تذبذب الخلايا العظمية بوسائل المسح السنكروتروني في ESRF ورأينا أن كل هذه الأسماك سجلت موسمية ونفقت تماما في الوقت نفسه - الربيع.
وأوضحت ديورنغ أن الفروق الدقيقة في العظام يمكن أن تكشف عن وقت انتهاء النمو فجأة بسبب الموت في العام.
ومن المعروف بالفعل أن الديناصورات قُضي عليها من خلال حدث اصطدام Chicxulub - وهو كويكب أو مذنب متهالك اصطدم ببحر ضحل في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك منذ حوالي 66 مليون سنة.
وبالنسبة لأولئك الذين لم يقتلوا بشكل مباشر من جراء الاصطدام، أطلق التصادم سحابة ضخمة من الغبار أدت إلى تغير المناخ العالمي، ما أدى إلى القضاء على 75% من جميع أنواع الحيوانات والنباتات.
واختفت جميع الديناصورات غير الطيور والتيروصورات والأمونيت ومعظم الزواحف البحرية، بينما نجت الثدييات والطيور والتماسيح والسلاحف.
وعندما اصطدم الكويكب بالأرض، هز الصفيحة القارية وتسبب في موجات ضخمة في المسطحات المائية، مثل الأنهار والبحيرات.
وحركت هذه كميات هائلة من الرواسب التي ابتلعت الأسماك ودفنتها حية، بينما أمطرت الكريات الصادمة (خرزات زجاجية من صخور الأرض) السماء، بعد أقل من ساعة من الاصطدام.
وتوجه الفريق إلى مرفق الإشعاع السنكروتروني الأوروبي (ESRF) مع عينة سمكية جزئية وأجزاء من العظام وأجروا تصويرا مقطعيا عالي الدقة للأشعة السينية السنكروترون.
ويتم إنتاج هذه الأشعة السينية بواسطة إلكترونات عالية الطاقة تتسابق حول نفق دائري يبلغ محيطه نصف ميل.
وكشف ESRF عن تفاصيل دقيقة مثل كثافة خلايا العظام والأحجام التي يمكن تتبعها على مدى عدة سنوات وتشير إلى ما إذا كان الربيع أو الصيف أو الخريف أو الشتاء وقت النفوق.
وأجرى الفريق أيضا تحليل نظائر الكربون للكشف عن نمط التغذية السنوي للأسماك.
وتأرجح توافر العوالق الحيوانية - فريستها المفضلة - موسميا وبلغ ذروته في الصيف.
وأدت هذه الزيادة المؤقتة في العوالق الحيوانية المبتلعة إلى إثراء الهيكل العظمي للأسماك بنظير الكربون 13 الأثقل مقارنة بنظير الكربون 12 الأخف.
وتأتي الدراسة بعد وقت قصير من نشر فريق بقيادة عالم الحفريات روبرت دي بالما من جامعة مانشستر نتائجهم في وقت حدوث الاصطدام.
وبالمثل، أجروا عدة تحليلات مختلفة لخطوط النمو السنوية في عظام الأسماك الأحفورية المحفوظة في تانيس قبل استنتاج أنها كانت خلال الربيع.
المصدر: ديلي ميل