وتم نشر نتائج دراستهم في المجلة العلمية Physical Review Letters.
وقال أحد أصحاب الدراسة البروفيسور في معهد "سكولكوفو" للعلم والتكنولوجيات بموسكو، أرتيوم أوغانوف: " كان يفترض أولا أن المذنبات هي التي جلبت الماء إلينا، لكن، على ما يبدو، أهمية هذا المصدر ضعيفة جدا، إذ أن التركيب النظائري للمياه على الأرض وفي المذنبات يختلف بشكل ملحوظ. لقد اقترحنا نظرية تشرح كيف استطاع الماء البقاء في باطن الأرض في العصور الأولى لتشكل الطبقات العميقة من "جوفها".
وافترض العلماء الآخرون أن الماء جاء إلى الأرض بعد نشوئها، نتيجة لقصفها الطويل من قبل الكويكبات والمذنبات. وعلى الرغم من قبول هاتين النظريتين بشكل عام، إلا أن كليهما لا يمكن أن تفسرا التركيب النظيري للمياه الأرضية، وكميتها الهائلة على سطح الكوكب.
وقد وجد، أوغانوف وزملاؤه تفسيرا لهذا الشذوذ من خلال دراسة خصائص المعادن المختلفة التي كان من الممكن أن تكون موجودة في باطن الأرض المبكرة حتى قبل حدوث ما يسمى بتمايز عناصرها أو بالأحرى العملية التي تنتقل خلالها العناصر الثقيلة والمعادن إلى قلب الكوكب، أما المواد الأخف وزنا "فتطفو" باتجاه سطحه.
وافترض علماء الكيمياء أن المعادن الغريبة التي لا توجد في باطن الأرض الحديثة كان يمكن أن تشارك في عملية التمايز. كما إنها كان يمكن أن تلعب دورا مهما في تكوين نواتها وغشائها وكذلك في تراكم الموارد الأولية للماء على سطح الكوكب.
مع ذلك فإن العلماء يفترضون أن غياب موارد الماء الكبيرة على المريخ القديم والمعاصر له علاقة بالضغط المنخفض في باطنه، ما أدى إلى تبخر الجزء الأكبر من مياه المريخ جراء قصفه بالمذنبات والنيازك، كما إنهم يفترضون أن التكوين النظائري لموارد الماء المتبقية قد يكون شبيها لتكوين الماء في الكويكبات والنيازك.
ويمكن أن يتأكد علماء الكواكب من صحة تلك النظرية في العقود القريبة القادمة حين ستصل الأرض نماذج أولى لصخور المريخ.
المصدر: تاس