مباشر

علماء الآثار: هجين من الحمير والكولان كان قوة دافعة لمركبات الحرب السومرية

تابعوا RT على
كان مزيج من الحمير والكولان قوة دافعة رئيسة لمركبات الحرب السومرية. وبفضل ذلك اكتسب سكان بلاد ما بين النهرين عربات حربية قبل نصف قرن من ظهور الخيول المستأنسة في المنطقة.

وأظهر فك شيفرة الحمض النووي أن المركبات السومرية الأولى لم يتم تسخيرها بواسطة خيول، بل بواسطة مزيج من الكولان السورية المحلية والحمير الإقريقية. ونُشرت نتائج الدراسة بهذا الشأن في المجلة العلمية Science Advances. 

واكتشف العلماء أول رسم سومري لحيوانات شبيهة بالحصان على لوحتيْن مزخرفتين تعرفان باسم "راية الحرب والسلام". ويعتقد علماء الآثار أن هاتين اللوحتين تم إنشاؤهما منذ 4.5 ألف عام.

وأشارت الألواح الطينية المسمارية آنذاك، إلى هذه الحيوانات تحت اسم "كونغ". وقدّر السومريون "الكونغ" عاليا وزاد سعرها آنذاك، بمقدار 6 أضعاف عن سعر الحمير العادية.

 ظهرت الخيول المستأنسة في الشرق الأوسط في عصر لا يتجاوز الألفية الثانية قبل الميلاد، أي بعد نصف قرن من رسم لوحة "راية الحرب والسلام". لذلك لم يكن العلماء يعرفون على وجه اليقين ما هي "الكونغ": هل هي الخيول أم حيوانات أخرى.

وفي دراسة جديدة، قام فريق علماء الوراثة القديمة من معهد "جاك مونود" برئاسة ، تيري غرانجي، بفك شيفرة جينوم هذه الحيوانات. فاتضح أن هذه لم تكن خيولا على الإطلاق، بل سلالة هجينة من الحمير: نشأت نتيجة التهجين بين أناث الحمير المنزلية وذكور الكولان السورية.

ووجد العلماء مادة لفك التشفير بين آثار لـ 20 كونغا،  وذلك بعد أن عثروا على عظامها منذ أعوام في أحد تلال الدفن الملكية بالقرب من حلب الحديثة. وقارن العلماء هذه الآثار بعظام حيوانات تابعة لأسرة الخيول وأكدوا أن "كونغ" لم تكن خيولا ولا حميرا.

واستطاع علماء الوراثة القديمة استعادة الجينوم الخاص بتلك العظام. وأظهر التحليل أن "كونغ" عبارة عن هجين بين إناث الحمير الإفريقية وذكور الكولان السورية.

لم يكتشف العلماء من قبل مخلوقات من هذا النوع في الطبيعة. وقد مات آخر كولان سوري بري مطلع القرن الماضي. ولم يعتبرها العلماء أبدا أحد أسلاف "الكونغ" ، حيث كان يُفترض أن السومريين كانوا يصطادونها فقط من أجل لحومها وجلودها. وكانت الكولان صغيرة وعدوانية للغاية لتقوم بأداء دور الحيوانات المروّضة.

 ومع ذلك ، أظهر تحليل الحمض النووي أن المربين السومريين نجحوا في التخلص من هذه السمات السلبية عن طريق تهجينها مع الحمير الأفريقية. وظهر الهجين سريعا وقويا مثل الكولان السوري، قابلا للتدريب. وبفضل ذلك، تمكن السومريون من استخدام  المركبات الحربية قبل 500 عام من ظهور الخيول المستأنسة في المنطقة.

ويفسر العلماء عدم  بقاء آثار لوجود "الكونغ" في بلد ما بين النهرين بأن تلك الحيوانات كانت عقيمة. لذلك افترض، غرانجي وزملاؤه أنه تم استبدال "الكونغ" سريعا في عهد سلالة أور الثالثة ، بالخيول، حيث لم يكن من الضروري اصطياد الكولان البرية باستمرار، مع العلم انها لم تكن تعيش في كل مناطق ما بين النهرين.

المصدر: تاس

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا