ولكن يوم السبت 4 ديسمبر، سيكتسح الظلام الجليد في غرب القارة القطبية الجنوبية. وسيمر القمر مباشرة أمام الشمس، ما يحجب نورها وينتج كسوفا كليا للشمس.
ويعبر مسار الكسوف مناطق أنتاركتيكا الأرجنتينية والبريطانية والتشيلية (التي تتكون من مناطق متداخلة)، بالإضافة إلى الأراضي غير المطالب بها والمعروفة باسم ماري بيرد لاند. وستشهد المناطق الواقعة على طول المسار ما يقرب من دقيقتين من الظلام في ضوء النهار الممتد لأشهر.
وفي الوقت نفسه، ستشهد الأطراف الجنوبية لأمريكا الجنوبية وإفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا كسوفا جزئيا طفيفا إلى حد ما. وبالنسبة لأمريكا الجنوبية وإفريقيا، سيكون الكسوف في الصباح الباكر. وبالنسبة لأستراليا ونيوزيلندا، سيحدث ذلك مع غروب الشمس.
وعندما تغرق الشمس نحو الأفق، سيظهر القمر "ليقبّل" أعلى يسار الشمس. ومن بين جميع المدن الأسترالية، ستشهد هوبارت أكبر كسوف، ولكن حتى مع ذلك، سيتم تغطية 11% فقط من مساحة الشمس. وبالنسبة إلى ملبورن، تنخفض هذه النسبة إلى 2% فقط، بينما في كانبرا يصعب رؤيتها - فالشمس تعبر الأفق عند حدوث كسوف صغير. إنه وضع مماثل في نيوزيلندا. وسترى إنفركارغيل 4٪ من الشمس محجوبة بالقمر، مع مرور القمر بجانب الشمس الأيسر.
ويعد كسوف الشمس أحد الأحداث الفلكية التي تتطلب عناية خاصة لمراقبتها. وتنتقل الشمس حاليا من مرحلة هادئة إلى مرحلة نشطة، كجزء من دورة تتكرر كل 11 عاما.
ويعرف الكسوف الشمسي كتجربة نادرة نسبيا، لأن مدار القمر يميل بمقدار 5 درجات بالنسبة إلى مدار الأرض حول الشمس، لذلك لا تتحرك تماما في المستوى نفسه. ومع ذلك، كل ستة أشهر تقريبا، تتم محاذاة المدارات لإنتاج خسوف للقمر عند اكتمال القمر، يليه كسوف للشمس عند القمر الجديد (كما نشهد الآن)، أو العكس.
ويرى المزيد من الناس خسوف القمر لأن كل شخص على الجانب الليلي من الأرض أثناء خسوف القمر سيرى الحدث. ويحدث كسوف الشمس في كثير من الأحيان، لكن لا يراه الكثير من الناس لأن الظل الناتج عن مرور القمر أمام الشمس يغطي جزءا أصغر بكثير من الأرض.
وعلاوة على ذلك، يصعب ملاحظة كسوف الشمس الجزئي، وهي باهتة مقارنة بتجربة الكسوف الكلي للشمس. وفي حين أن الكسوف الكلي للشمس يحدث تقريبا كل 18 شهرا، إلا أن القدرة على الرؤية الكلية أمر نادر الحدوث.
ويبلغ عرض ظل القمر أثناء عبوره الأرض 100-260 كيلومترا فقط، ويجب أن تكون موجودا داخل هذا المسار الضيق لرؤية الشمس المنكسفة تماما. وهذا هو السبب في أن مطاردو الكسوف يسافرون حول العالم ليكونوا في المكان المناسب في الوقت المناسب. ولكن عندما تحدث الكلية في مكان بعيد مثل القارة القطبية الجنوبية، فستكون طيور البطريق هي التي تستطيع رؤيتها بشكل أساسي.
وسيحدث الكسوف الكلي التالي للشمس المرئي من أستراليا في أبريل 2023.
ولكن العديد من الأستراليين والنيوزيلنديين سيشاهدون كسوفا كليا للشمس في 22 يوليو 2028. وستمتد الكلية عبر أستراليا، من قمة غرب أستراليا إلى أسفل عبر نيو ساوث ويلز، مرورا بسيدني مباشرة.
يذكر أن هذا التقرير أعدّ بمشاركة تانيا هيل، زميلة فخرية بجامعة ملبورن ومنسقة أولى (علم الفلك)، متاحف فيكتوريا.
المصدر: ساينس ألرت