مباشر

تحقيق مشروع ITER يفتح نافذة على عالم الطاقة النووية الحرارية

تابعوا RT على
نجحت المرافق التابعة لمؤسسة "روس آتوم" الحكومية الروسية في تنفيذ كافة التزاماتها الخاصة بالمشروع الدولي لإنشاء المفاعل النووي الحراري الدولي ITER قبل الموعد المحدد.

وقام الخبراء الروس بتزويد الشركاء بالفوهات العلوية لغرفة التفريغ في المفاعل، وذلك لإتمام إحدى المراحل الرئيسية التي تؤثر على سرعة بناء المفاعل بأكمله.

وأشار مدير عام المشروع، برنار بيغو إلى أن "وتائر تنفيذ الأعمال تجعلنا نعوّل على  تحقيق أول نتيجة محورية وسطية بحلول عام 2026 وهي الحصول على البلازما الأولى. وإننا نقترب خطوة وراء خطوة من تحقيق الهدف النهائي للمشروع  الذي ينحصر في استخدام عملية التخليق النووي الحراري بغية إنتاج الطاقة الصافية، ما سيلعب  دورا كبيرا في التنمية الاقتصادية لكوكبنا وحل المشاكل المناخية".

ويعتبر ITER  مشروعا ذا أهمية استثنائية خاصة حيث يمكن للطاقة النووية الحرارية أن تقدم إجابة عن سؤال حول كيفية توفير الكهرباء على نطاق عالمي من دون استخدام المواد الخام الأحفورية. وإنها طاقة صديقة للبيئة ومؤمنة بإمدادات الماء الذي يعد وقودا رئيسا لها.

وقال المدير العام لـ ITER برنارد بيغو" إن "ITER يفتح نافذة على عالم الطاقة الجديدة، حيث تطبق كل المعرفة الفيزيائية المتاحة لنا".

يعتمد المفاعل التجريبي الدولي على تقنية "توكاماك" (الغرفة الحلقية ذات الملفات المغناطيسية) التي طوّرها العلماء السوفييت في خمسينيات القرن الماضي. وقلب التوكاماك عبارة عن حُجرة مفرغة، يتم فيها تسخين البلازما المربوطة بالمغناطيس إلى درجة حرارة تبلغ 150 -300 مليون درجة مئوية لتحفيز التفاعل النووي الحراري.

وهناك العشرات من مفاعلات "توكوماك" الصغيرة في العالم ، لكن ITER  فقط ، نظرا لحجمه الضخم، سيكون قادرا على إظهار كيفية استخدام التخليق النووي الحراري الخاضع للتحكم لأغراض إنتاج الطاقة. وقال برنارد بيغو إن الهدف من المشروع هو الحصول على طاقة تزيد بمقدار 10 أضعاف عن الطاقة التي تم إنفاقها لضمان تشغيل المفاعل.

ونظرا لتكلفته العالية وتعقيده الاستثنائي، يتم بناء ITER من قبل بلدان العالم المتقدمة تقنيا. وتشارك في تحقيق المشروع، إلى جانب روسيا، دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان.

وتشكل المساهمة الروسية في ITER نسبة 9٪ من التكلفة الإجمالية للمشروع. وتولت روسيا مسؤولية إنتاج 25 نظاما. وقال مدير مركز مشاريع ITER، أناتولي كراسيلنيكوف، إن "روسيا تفي بالتزاماتها كلها على الرغم من انتشار فيروس كورونا. ويتطلب تنفيذ الأعمال الكثيرة التكامل الدولي وتوفير المواصلات الدائمة التي يؤثر عليها الوباء. وإننا نعتبر الوفاء بالتزاماتنا إنجازا كبيرا بالنسبة إلينا".

وقد أتمت روسيا تسليم الأنابيب الفرعية العلوية لغرفة التفريغ في المفاعل إلى شركائها قبل الموعد المحدد. وتم تصنيع هذه التصاميم في معهد "يفريموف" التابع لمؤسسة "روس آتوم" الروسية.

أوضح مهندس تنسيق ITER ، يوري أوتكين، أن الفوهات العلوية توفر إمكانية الوصول إلى داخل حجرة التفريغ، وتضمن توزع أنابيب التبريد اللازمة لتشغيل المكونات داخل الغرفة. وذلك لتسخين البلازما الإضافي، وإجراء الاختبارات وتنفيذ مهام أخرى.

في العام المقبل، سيتسلم ITER  من روسيا عنصرا آخر مهما للغاية للمنشأة المستقبلية وهو ملف مجال (بولويد) روسي، بصفته أحد العناصر الستة المطلوبة لتشغيل النظام المغناطيسي للمفاعل.

وقال، أناتولي كراسيلنيكوف إن العمل في تصنيعه يمر بمرحلته النهائية، وحسب برنارد بيغو، فإن مشروع   ITER  اكتمل اليوم بنسبة 75٪. وسيتم إنتاج البلازما الأولى في المفاعل الدولي عام 2026 تقريبا مع تأخر بسيط عن الخطة، وهو إنجاز بالفعل أخذا بعين الاعتبار انتشار وباء "كوفيد – 19".

في عام 2035، يجب أن يُظهر ITER عمليا قدرات الطاقة النووية الحرارية، والتي ستسمح في المرحلة التالية (أعوام 2050-2060) بالبدء في إنشاء محطات طاقة نووية حرارية. وروسيا هي إحدى الدول الرئيسية  المساهمة  في المشروع.

المصدر: نيزافيسيمايا غازيتا

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا