ويساعد اكتشاف عظم الفك لنوع Desmodus draculae، الموجود في كهف في الأرجنتين، في سد الفجوات الهائلة في تاريخ هذه الحيوانات المدهشة، ويمكن أن يوفر بعض الأدلة عن سبب نفوق هذه الخفافيش في النهاية.
وتشكل الخفافيش زهاء 20% من جميع أنواع الثدييات المعروفة، وهي في الحقيقة قطعة كبيرة جدا، بعد انفجارها على الساحة منذ حوالي 50 مليون سنة.
ويُعرف سجل أحافير الخفافيش بأنه ضعيف وغير مكتمل، ما يعني أن كل اكتشاف له قيمة - خاصة عندما يتعلق الأمر بالخفافيش مصاصة الدماء.
وقال عالم الحفريات ماريانو ماغنوسن، من مختبر علم الأحافير في متحف ميرامار للعلوم الطبيعية في الأرجنتين: "إنها عائلة الخفافيش الوحيدة في العالم التي تثير الفضول من أساطير ترانسيلفانيا والكونت دراكولا المخيف. لكنها في الواقع حيوانات مسالمة تتغذى على دماء الحيوانات، وأحيانا البشر، لبضع دقائق دون أن تسبب أي إزعاج. والأمر السيئ الوحيد هو أنها يمكن أن تنقل داء الكلب أو غيره من الأمراض".
ويمكن أن تساعد الأحافير من أنواع الخفافيش مصاصة الدماء المنقرضة في كشف سبب بقاء الأنواع الحالية. كما أن اكتشاف D. draculae الجديد له أهمية كبيرة بالنسبة لعظم صغير.
وقال عالم الحفريات سانتياغو بريزويلا، من جامعة مار ديل بلاتا الوطنية في الأرجنتين لـ"ساينس ألرت": "أهمية الحفريات عديدة، بداية، بقايا الخفافيش الأحفورية نادرة في الأرجنتين. إنه يؤكد أيضا وجود الأنواع في خطوط العرض الوسطى وأثناء العصر البليستوسيني (المادة الأخرى الوحيدة من هذا النوع في الأرجنتين معزولة ولكنها أصغر بكثير). وهذه واحدة من أقدم السجلات، وهي غير معروفة في العصر البليوسيني".
وعُرف عن وجود D. draculae منذ أن وُصف رسميا لأول مرة في عام 1988، وعاش خلال العصر الجليدي في أمريكا الوسطى والجنوبية، حتى وقت قريب إلى حد ما: اكتشف بعض البقايا الحديثة بما يكفي لعدم تحجرها، ما يشير إلى أنها ربما تكون انقرضت فقط قبل بضع مئات من السنين.
وكان أيضا أكبر خفاش مصاص دماء معروف - أكبر بحوالي 30% من أقرب أقربائه على قيد الحياة، الخفاش مصاص الدماء الشائع اليوم، ويقدر طول جناحيه بحوالي 50 سم (20 بوصة).
ويعتقد بعض الباحثين أن D. draculae يتغذى على القوارض أو الغزلان، لكن البعض الآخر يشتبه في أن فريسته كانت من الحيوانات الضخمة.
ونُشر بحث الفريق في Ameghiniana.
المصدر: ساينس ألرت