وتشير مجلة Nature، إلى أنه على الرغم من أن إفريقيا تعتبر مهدا للبشرية، إلا أن المقابر القديمة التي عثر عليها في القارة معدودة ونادرة. أما في أوروبا وآسيا فقد سبق أن عثر العلماء على مقابر لإنسان نياندرتال والإنسان المعاصر يصل عمرها إلى 120 ألف سنة. ولكن حتى الآن لم تكن معروفة طريقة تعامل سكان إفريقيا مع موتاهم في العصر الحجري.
ويبلغ عمر بقايا الهياكل العظمية التي عثر عليها في كهف Panga-ya-Saidi 78 ألف سنة، وهذا يتوافق مع العصر الحجري الأوسط. وكان العلماء قد عثروا في عام 2013 على أول بقايا العظام، وفي عام 2017 عثروا على عمق ثلاثة أمتار تحت الأرضية الحالية لكهف Panga-ya-Saidi، على حفرة دائرية الشكل مملوءة برواسب رخوة وعظام هشة، نقلت إلى المركز الوطني لبحوث التطور البشري في بورغوس بإسبانيا.
ويقول إيمانويل نديما، من المتحف الوطني الكيني، "حينها لم ندرك ماذا وجدنا، لأن العظام كانت هشة جدا ولم نتمكن من دراستها هنا. ومع ذلك كنا سعداء بهذا الاكتشاف، على الرغم من أننا أدركنا أهميته مؤخرا".
واتضح بعد الدراسة التفصيلية لهذه العظام أنها تعود لطفل من جنس Homo sapiens عمره 2.5-3 سنوات أطلق الباحثون عليه اسم "Mtoto" وتعني "طفلا" باللغة السواحيلية. وتشير ماريا مارتينون توريس، مديرة المركز، إلى أن أجزاء عديدة من الهيكل العظمي بحالة جيدة.
وتقول، "تشير حالة العظام، إلى أن الطفل دفن وفق تقليد متبع آنذاك، وأن تحلل الجسم حدث في نفس المكان الذي وجدت فيه العظام. كما تشير وضعية الرأس، إلى أنها كانت موضوعة على وسادة، ما يدل على وجود نوع من طقوس دفن الموتى".
وقد عثر العلماء في نفس المكان على أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري الأوسط الإفريقي.
ويقول نديما، "لعبت العلاقة بين دفن الطفل وهذه الأدوات الحجرية التي تعود للعصر الحجري الأوسط دورا حاسما في أن هذه العظام تعود للإنسان العاقل".
المصدر: نوفوستي