وتشير مجلة Communications Biology، إلى أن هذه النتائج تضع حدا للجدال العلمي المستمر، حول ما إذا كان بالإمكان تمييز طعم الماء الثقيل عن طعم الماء العادي.
و لا تختلف الصيغة الكيميائية للماء الثقيل عن الصيغة الكيميائية للماء العادي، ولكن بدلا من ذرتين من النظير الخفيف للهيدروجين- البروتيوم، فإنه يحتوي على ذرتين من نظيره الثقيل - الديوتيريوم. والخصائص الكيميائية الأساسية لـ D2O و H2O ، مثل درجة الحموضة ودرجة الغليان ، متقاربة جدًا. ولكن كثافتها مختلفة. فكثافة الماء الثقل أعلى بـ 10% من الماء العادي.
وبعد اكتشاف الماء الثقيل في ثلاثينيات القرن الماضي، من قبل الكيميائي الأمريكي هارولد يوري، ظهرت أدلة غير مؤكدة على أنه يمكن تمييز الماء الثقيل بسهولة عن الماء العادي بطعمه الحلو. ولكن على الرغم من أن يوري نفسه، صرح رسميا بأنه ليس للماء الثقيل أي طعم خاص، ومع ذلك استمر الجدل بشأن هذه المسألة.
وقد أجرى علماء معهد الكيمياء العضوية والكيمياء الحيوية التابع لأكاديمية العلوم التشيكية تحت إشراف العالم بافل يونغويرث بالتعاون مع علماء الجامعة العبرية في القدس والجامعة التقنية في ميونخ، تجارب على خلايا مزروعة وعلى الفئران المخبرية والبشر، ومن ثم استخدموا نماذج الديناميكا الجزيئية لمعالجة النتائج.
واتضح للباحثين أن الإنسان يملك فعلا مستقبلات الطعم الحلو TAS1R2 / TAS1R3، التي تنشط بتأثير الماء الثقيل. وليس لدى الفئران مستقبلات مماثلة، لذلك يشعر الناس بالطعم الحلو للماء الثقيل.
ومن أجل التحقق من صحة فرضيتهم، استخدم الباحثون في اختبارات البشر مثبط الحلاوة لاكتيزول، الذي يعمل خلال مستقبلات TAS1R2 / TAS1R3، حيث بعدها لم يعد الناس يشعرون بحلاوة طعم الماء الثقيل.
ويقول بافل يونغويرث، "بغض النظر عن تطابق النظيرين كيميائيا، إلا أننا أثبتنا بصورة قاطعة، أن الناس يمكنهم تمييز طعم الماء العادي H2O عن طعم الماء الثقيل D2O الذي يتميز بمذاق حلو. أي أن نتائج دراستنا تضع حدا للجدال المستمر بشأن مذاق الماء الثقيل".
ويخطط الباحثون للاستمرار في دراسة تأثير الماء الثقيل في المستقبلات البشرية، ليس فقط تلك الموجودة في اللسان، بل والموجودة في الجلد أيضا. لأن الماء الثقيل يستخدم في مجال الطب، وهذه المعلومات قد تكون مفيدة للأطباء والمرضى. بحسب الباحثين.
المصدر: نوفوستي