وكشف العش المتحجر الذي عثر عليه في الصين، عن بقايا ما لا يقل عن ثمانية ديناصورات تعود إلى نحو 70 مليون سنة.
وكان البيض ينتمي إلى أوفيرابتور بالغ ( وهو جنس من الديناصورات الثيروبودية الصغيرة التي قطنت أرض منغوليا خلال العصر الطباشيري المتأخر)، والذي كان محفوظا أيضا كجزء من الحفرية غير العادية، وفقا لتقارير موقع "ساينس ألرت".
ويبدو الهيكل العظمي جالسا فوق عشرات البيوض، بعضها كان على وشك الفقس ويحتوي على أجنة متحجرة.
ويقول الفريق الدولي من الباحثين القائمين على الاكتشاف إنه أول ديناصور محفوظ يعثر عليه جالسا على عش بيض به صغار متحجرون.
وقال عضو الفريق الدكتور مات لامانا، من متحف كارنيجي للتاريخ الطبيعي في الولايات المتحدة: "هذا النوع من الاكتشاف، في جوهره، هو الأندر في الديناصورات الفريدة. وعلى الرغم من أنه تم العثور على عدد قليل من الأفيرابتوريدات البالغة في أعشاش بيوضها من قبل، إلا أنه لم يتم العثور على أي أجنة داخل تلك البيوض".
وكانت الأفيرابتوريدات مجموعة من الديناصورات ذوات الأقدام الشبيهة بالطيور والتي ازدهرت خلال العصر الطباشيري.
ونمت الحيوانات النهمة إلى طول 1.5 متر وسارت في آسيا من 145 إلى 66 مليون سنة مضت.
ووقع انتشال العينة الجديدة من صخور العصر الطباشيري التي يعود تاريخها إلى نحو 70 مليون سنة في مدينة غانتشو في مقاطعة جيانغشي جنوب الصين.
وتبلغ مساحتها نحو متر مربع، وتتكون من هيكل عظمي جزئي مقرفص على 24 بيضة متحجرة.
وما لا يقل عن سبع من هذه البيوض تحافظ على العظام أو الهياكل العظمية الجزئية لأجنة الأفيرابتوريدات غير المقشرة بالداخل.
وتشير المرحلة المتأخرة من نمو الأطفال وموقع الكبار عليها بقوة إلى موت الأخير أثناء احتضان عشه.
وقال الدكتور لامانا: "كانت الأجنة على وشك أن تفقس، وهو ما يخبرنا بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الأوفيرابتوريد كان يرعى عشه لفترة طويلة جدا. وكان هذا الديناصور والدا مهتما ضحى بحياته في النهاية أثناء رعاية صغاره".
وتشير التحليلات التي أجريت على العينة إلى أن البيض وقع تحضينه في درجات حرارة عالية شبيهة بالطيور، ما يضيف وزنا للنظرية القائلة بأن المخلوق مات أثناء احتضان عشه.
وفي حين أن جميع الأجنة متطورة بشكل جيد، يبدو أن بعضها كان أكثر نضجا من الآخر، ما يشير إلى أن بيض أوفيرابتور في نفس العش قد يفقس في أوقات مختلفة قليلا.
وما تزال هذه الخاصية المعروفة باسم الفقس غير المتزامن متواجدة في بعض الطيور الحديثة.
وقال عضو الفريق شينغ شو، عالم الحفريات في معهد علم الحفريات الفقارية والأنثروبولوجيا القديمة في بكين: "من غير العادي التفكير في مقدار المعلومات البيولوجية التي يتم التقاطها في هذه الحفرية المنفردة فقط. سوف نتعلم من هذه العينة لسنوات عديدة قادمة".
المصدر: ذي صن