وتشتهر حضارة المايا بهندستها المعمارية والرياضيات والمعتقدات الفلكية، ويعود تاريخها إلى أكثر من 4000 عام، إلى ما يُعتقد أنه مهد حضارتهم في غواتيمالا.
لكن المدينة القديمة "المنسية" في كيويك بدأت الآن في التشكيك في هذه النظرية. ووقع توثيق المستوطنة في ولاية يوكاتان المكسيكية لأول مرة في القرن التاسع عشر، وكانت في مركز اكتشاف مذهل عندما عثر عالم الآثار الدكتور جورج باي على معبد هرمي.
لكن فريقه كشف خلال الفيلم الوثائقي "Lost World of the Maya" التابع لقناة "ناشيونال جيوغرافيك"، كيف أن اكتشاف أجزاء من قناع قديم أثار نظرية غير متوقعة سابقا.
وتوضح السلسلة: "غالبا ما كانت حضارة المايا تربط منحوتات مثل هذه بواجهات المباني الملكية. إنه دليل على مستجمعات المياه ويكشف مزيد من التنقيب عن زاوية أحد المباني المخفية. وبينما يعمل الفريق في التنقيب في الهرم، يظهر قصر ملكي. إنه يتكون من ثلاثة مبان، معبد من أحد الجوانب، وإقامة سكنية للعائلة المالكة من الجانب الآخر، وغرفة العرش في الوسط".
وأشارت السلسلة إلى أنه وقع التخلي عن مدينة كيويك من قبل الحضارة منذ 1200 عام، لكن الدكتور باي أوضح لماذا يمكن أن يثبت الاكتشاف أن الموقع كان في يوم من الأيام يخدم غرضا أكبر بكثير.
وقال: "يرى شعب المايا أن المساحات تمتلك قوة، فليس من غير المألوف أن ترى في العديد من الأشكال المختلفة، بناء فوق الآخر. والمساحات مقدسة، المساحات المهمة قوية. حجتنا هي أن هذه محاولات لإضفاء الشرعية على السلطة".
وتطورت مدن المايا الأولى حوالي 750 قبل الميلاد، وبحلول 500 قبل الميلاد امتلكت هذه المدن عمارة ضخمة، بما في ذلك المعابد الكبيرة التي مازلنا نراها اليوم.
ومن الغريب أن الهرم الذي اكتشفه الفريق يرجع تاريخه إلى عام 800 ميلادي، وأكد تحليل شظايا الفخار أن الأساس تحت الهرم كان أقدم بمقدار 300 عام.
وشرح الراوي النظرية قائلا: "دكتور باي يعتقد أن ملك كيويك الأول، وربما حتى مؤسس السلالة الملكية في المدينة، هو من بنى القصر. وبعد قرون، بنى ملك آخر هرما فوق منزل أسلافه، ما جعل الاتصال مباشرا بالسلطة السابقة وتعزيزا لسلطته. وقد يكون القصر أكثر روعة لسبب آخر. حيث لم يكن الملك الذي بنى الهرم من الجنوب، ولكنه سليل عائلة ملكية كانت في كيويك منذ فترة طويلة جدا".
وأضاف الراوي: "يبدو من الواضح الآن أنه هنا في يوكاتان كان هناك مجتمع مايا ضخم لم يكن معروفا من قبل وكان قديما وقويا مثل الجنوب".
وقال الدكتور باي إنه يمكن أن يشكك في كل شيء يعتقد علماء الآثار أنهم يعرفونه. وتابع: "لا نعرف حقا أين مهد مجتمع المايا بعد الآن. ما نتعلمه هو أنه ربما كان هناك العديد من الأمهاد لهذه الحضارة".
المصدر: إكسبريس